سوالف حريم.. الرفق بالحيوان
حلوة زحايكة | فلسطين
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: (عُذّبت امرأة في هرّة، سجنتها حتى ماتت، فدخلت فيها النار؛ لا هي أطعمتها، ولا سقتها إذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض) متفق عليه. أمّا أنا فإنّني أحبّ الحيوانات الأليفة حبّا فوق العادة، وقد اقتنيت في زماني ” كنّارا ” يغرّد كلّما يراني، ويملأ بيتي بالدّفء، واقتنيت طيورا أخرى كالدّجاج والبط، واقتنيت….واقتنيت وأخيرا اقتنيت قطة أسميتها زمرّدة، أتيت بها صغيرة، أسقيتها الحليب، ورعيتها كما رعيت أبنائي، ولم تخن العيش والملح الذي كان بيننا، فكانت تتبعني كما يتبع الرّضيع أمّه، ويطيب لها الجلوس في حضني، فأربت على ظهرها، وتنام سعيدة بي وأنا سعيد بها.
لم أبخل عليها بشيء أستطيعه، وقبل أيّام شعرت أنّ زمرّدة تبحث عمّن يؤنس وحدتها من أبناء جنسها، ويبدو أنّها تريد أن تصبح أمّا، ففتحت لها باب البيت وقلت: اذهبي حيث تشائين مع القطط، فلا يمكن لانسانة تعيش تحت احتلال يمتهن كرامتها وكرامة شعبها، أن تأسر قطّة لا حول لها ولا قوّة. فذهبت زمرّدة وحزنت على فراقها.