دعوة لتطبيق مفهوم الحدود الصحية في العلاقات الإنسانية

هبـة الله يوسف محمود سند | مصر

 

هو مصطلح يستخدم في جميع العلاقات الاجتماعية ويعني وضع حدود في التعامل بين الأفراد في جميع العلاقات وتجنب تخطيها، كجرس إنذار لتجنب الخلافات في المستقبل أو التجاوز فى التعامل .

وهذه الحدود تقوم على الوضوح والصراحة بين طرفي العلاقة، وهذا الكلام يسري على جميع العلاقات ليس فقط العلاقات العاطفية بل جميع العلاقات الاجتماعية كافة.

فوضع حدود صحية في التعامل بين الأصدقاء واجب وضروري، ولا أقصد الصداقة من نفس الجنس أو النوع وأنا لا أعارض فكرة الصداقة بين الذكر والأنثى لأنها من وجهة نظري وأحيانا تكون أنجح من صداقات لأفراد من نفس النوع، بشرط أن يوضع حدوة صحيه سليمة وخطوط حمراء لعدم تجاوزها ولتوضيح الرؤية في المستقبل .

مفهومي للحدود الصحية في التعامل يختلف كثيراً عمن حولي، فما الذي يمنع أن تكون هناك أسس واضحة وصريحة في أي علاقه لتجنب سوء الظن والفهم الخاطئ للأمور.

نحن نعيش في مجتمع لا يتقن ثقافة التحدث والاحترام وتوضيح الرؤيا ولا يجيد فن الإنصات الجيد للحديث .

 

فلا نستطيع أن نتحدث عن ما يؤذينا ويؤذي أرواحنا لاعبارات كثيرة متخلفة، كالإحراج، الحفاظ على مشاعر وحزن أحد في الأساس هو أصلا لم يحرص على مشاعرك ، والخوف من المجتمع والناس .

ولا نجيد فن الإنصات لما يؤلم غيرنا لأن مشاكلنا تكفينا .

كل هذه الاعتبارات وغيرها من الأشياء التي من وجهة نظري اعتبارات متخلفة لمجتمع متخلف يعيش على أنقاض الماضي ، وأصبحت لا أبالي بها.

ثم نأتي للعلاقات العاطفية ولا داعي لتكرار حديثي عن أهمية بل ووجوب وضع حدود صحية في العلاقات العاطفية

فمن وجهة نظري الهدف المرجو من أي علاقه عاطفيه ليس ترسيم العلاقة لكن الاحتواء والتفاهم والاحترام والأمان هم الأساس لأي علاقة، وهذا هو الهدف المرجو منها من وجهة نظري، ليس كمفهوم البعض في الوضع الراهن في العلاقات العاطفية التي تؤذي الروح والقلب ولا تستفيد منها سوى إضاعة الوقت .

كالضرير الذي يسير في طريق لا يعرف ما مصيره وهل سيصل إلى المكان المرجو أم لا؟

ما الذي يمنع أن تكون هناك حدود في أي علاقة عاطفية، فما هو المرجو من علاقة مجهولة الهوية لا تدرك الهدف منها وتفتقر لأهم جوانبها هو الوضوح والصراحة وتوضيح رؤية السير، ثم تضع الأمور بيد الله وتتركه ييسر لك الخير فيها

أليس الأساس المتين هو. العمود السليم لبناء أي علاقة، لماذا إذ نرضى ببناء (ملعوب في أساسه) سيأتي اليوم الذي يصدر له قرار إزالة.

 لذلك من رأيي هنا أن الحدود الصحية السليمة مهمة لأي علاقه عاطفية .

ثم نأتي للعلاقات الأسرية والزوجية فأيضا وضع حدود لما يؤذي جميع الأطراف ومناقشتها يحافظ على هذا الكيان من الانهيار .

الحدود الصحية الواضحة والصريحة ليست عيبا أو تعقيدا، أو تزمتا .

 هي فقط حفاظ على أرواحنا من التألم في مجتمع يجهل التعبير عن النفس وينكر فكرة الإنصات أو البعد باحترام .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى