حيرة
مها رستم | سوريا
يهطل الصباح بنداه على رموش نافذتي الحيرة
تاركأ ظله عاريا
يبحث عن جدار مجنون
يستر عورة خيباته
أفكر لا أعلم بماذا أفكر ؟
بحل تآكلت مفاصل عقله
وهو يجادل ربوة حالمة
وجدول يعاند نهرا فيقع
مغشيا عليه عند منحدر الضوء
///
أحتار كيف ينام الحزن بعين واحدة
في عالم مقعر يهذي بضجيج بطون خاوية
تُحمَلُ على نعش الظل بكتفين ممزقي الأوتار
وألسنة الوعود تتزاحم في ظرف تلتهمه أنياب الغبار
شرود يقض مضجع الهوى
يتسلل خلسة عن عيون الوقت
يسلك دروب الامس التعيسة
يغوص في وحل الأوجاع
///
حيرة
تقض مضجع الصباح
كلما امتدت نحوه أذرع الظلم الآثمة
والداء يضيق الخناق على أرواحنا
التي تتخبط في عشواء شباكه أسيرة مسلوبة الفرح
///
حيرة أنا
كيف أحزم حقائب الحنين
وأمضي أمدّ أشرعة المبررات والمسوّغات الهزيلة
فتمزقها حراب المسافات المهملة
ولا أحظى بفتات لقاء
فأعود أتجرع الغصات
واحدة تلو الأخرى
وداء الفراق ينقض على مهجتي
ينهش أحشاء أفراحها
بأنيابه المدماة
وينهي ميلاد ذكرى
كانت بالأمس تتمختر بخاطري
وعطر حضورها يهيج حلو مشاعري
وأجنحة المنى ترفرف كلما ساقتك
ريح الصبا الى احضان مخيلتي
///
واليوم جوع الحيرة ينهشني
ويرميني جثة ممزقة الرؤى
على قارعة ندم يغوص
بأحلام الماضي
حتى الرمق الأخير من الفوضى
///
حيرة تمص خفقات أضلاعي وترميها في
يم وجع دون مقود أو طوق نجاة
متخم قلبي من ذرات هذه الحياة المتناثرة
وعيشها الهزيل يكفّن آمالي ويبتر أحلامي
بحفنة من صديد يحاول صد غائلتها المتآمرة
دون سلاح ولا حتى وتر
///
حيرة أنا
وسؤال مجنون ينخر في ذاكرتي
هل يموت الحلم رجما ؟
بموجة غضب حبلى بالأسى
كيف يموت وينتهي في القلب مولده
وفي الوجود عبق الياسمين ودفقه العاطر
وسنا الضياء يكحل ناظري
ورفيف أجنحة المنى
الوليد ينساب في عروقي
يضخ دمي
احتار في أمري
ربما أكون على مرمى سنبلة من الخير
ولكن الحاضر يوجعني
والماضي يشتتني
ويبعثر ترتيب أفكاري
ويأخذني بعيدا في سراديب
حكاياه الطينية البريئة
ويردني الى غدي اليتيم ..