‏مكابدات

سجى مشعل | فلسطين

 

لو أنّ الحياة بتلك الرّاحة، والبراحة، والاعتياديّة لَما اختارت النّساء أن يَعشنها، فَلولا العقبات، والأزمات، واغترار الشّدّة تِلو الشّدّة لَما حصلت المُتعة، لو يدري الآخرون ويعون جيّدًا أنّ الحياة الرّتيبة مُملّة، ومثيرة للسّأم والاشمئزاز، ثمّ إنّ امرأً منّا يلفظُ أنفاسه تحت وطأة الضّغوطات لَيَعيشُ حياةً أفضل من ذلك الّذي يعيش تحت سقف تلبية أمانيه، وحشو آماله عند عين أحلامه وأمام مرقده الآمن دون عناء سَفر واحد.

وهكذا تمامًا تبدو حياة النّساء غنيّة بالمشقّات والعقبات، إنّ حياة النّساء يا أعزّائي ملآى باللّحظات، والصّراعات، والمُكابدات، إنّ المرأة هي الجنديّ المُحارب في حرب الحياة، تنزف شغفًا وحبًّا، عطفًا وحنانًا، وفي ذات الحين تتشدّق أطرافها من ملامسة الاخشوشان المُحيط، تربّت على هذا وتواسي ذلك، تقوم بواجباتها داخل المنزل وخارجه، تذهب للعمل، وتربّي الأطفال، تدرس ومن ثمّ تقرأ، وحينما تأكل تكون قد صنعت الطّعام من ملح يديها وحُنُوّ عاطفتها، وسخاء شعورها بالحبّ؛ فَيطغى كلُّ ما هو منها على الطّعام ليصبح لذيذًا بنكهة “أنثى”، إنّ جوهر حياة الأنثى والمرأة خصّيصًا يكمن في اكتظاظ تفاصيل يومها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى