قارورة وقت

حميد الساعدي | العراق

ليس هناك خلاص على ما يبدو

الشجرة العقيمة واقفة بلا استحياء

تحتسي الأوقات الأشد قتامة من الغيبوبة

والريح في تنهداتها

مازالت تحس بفداحة انكشاف عورتها

بعد آخر حرب

المرايا مازالت تئن من رؤية الوجوه التي اكتست بقناع الخديعة

أفتش عن ورقة وقلم

لكي أثبت دعواي

حين ارتمت الفراشات

تحت رحيق القنابل

والمطر حين نفض يديه ليهرب بعيداً

ليلغي أدعية الاستسقاء

مازالت الوردة تشكو الغياب

والنبتة التي خرجت بين الصخور بأوج المحنة

ارتضت أن تطأطئ خجلا ً

في عين عَبّاد الشمس

وهو يتمايل مترنحاً من صفعة الهجير

أردت أن أكتب عن أشياء أخرى

دخلت قواميس اللغة

وصارت بعض مفردات الذهول

لكن وساوسي الأشد رهبة

أن أجد الوقت في قارورة زجاج

وأجدني مختنقاً معه بارتياح مريب.

*

من مجموعتي : عميان بصباحات مُلَوّنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى