وحــــشة

فاضل حاتم-شاعر عراقي

 

واليكِ فارت شهوتي
كنارِ تنور الصباح
وأرى نهديكِ تصرخُ بي أن تعال
هِـزَّنِي كما تَهزُّ مجذافَ زورقٍ في نهر
خذني اليكَ سمكتين
بين يديكَ أقذفُ وحشتي
فقد مللتُ من السهر، والأنتظار
جمرٌ تهبُّ عليهِ الريحُ، فيزدادُ لهيبا

واحسُّ فيكِ ترعشين
كالسعفَ ِ تصفعهُ الرياح
وأحسُّ ساقيك ترجفان، من المساء الى الصباح
ونواحُ صدركِ هائجٌ.. يعوي

كما تعوي الذئابُ في الصحاري
يزدادُ من شبقِ الكآبة
وحدكِ تتململين من الرتابة
وشفتيكِ كحبتي كرز ٍ، تمتلآن أحمراراً وعذوبة
وتمطرين من شبق ٍ كالسحابة
وأنا اشتهيكِ وبيننا البعدُ
والموتُ دنا منّي اقترابه
أريدُ أن ألثمَ الجيدَ الطويل
وأضمُّ خصرَكِ الذاوي النحيل
بين يَدي…
أدخلُ جحيمَ ناركْ
أغرقُ في الحريقِ من قراركْ
أشمُّ عطركِ وأستفيق
أينَكَ ياذاك الطريق
مازلتَ يغرقُكَ الضباب
وأنا أضيعُ بين باب
غرفتي، ودخان سكائري

و وحدتي
والشوقُ يجلدُ روحي، والظلام
يملأُ الدربَ الكئيبة
والسقمُ يأكل كلُّ عام
جزءاً من الجسدِ السليم
وغدت رئتاي مدخنتين
وغدوتُ كالشبحِ المريب
بمدينةٍ، نائيةٍ، عن وطني
أنا الغريب….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى