في مَوعِدِ الشّوق

ثناء حاج صالح_ سوريا | ألمانيا

.

أطلقتُ لِلعِشقِ في ذِكرى الشّآم يَدا

ما حَيَّدَ العِشقُ عَنْ أنبالِهِ أحَدا

||

أَوْعِزْ إلى الصَّبِّ أسباباً تُصَبِّرُهُ

فالصَّبُّ لم يُبدِ في وَجهِ النّوى جَلَدا

||

في مَوعِدِ الشّوقِ ذِكرى الشّامِ ماثِلَةٌ

وللمَواعيدِ وَفْدُ الحُزنِ قَد وَفَدا

||

خُذني إلى الشّامِ أستجدِ الربيعَ شَذاً

وانثُر عَليَّ رذاذَ الماءِ مِن بَردى

||

واجمع فُتاتَ أنينِ اللّيلِ من سَهَري 

واهدِ النَّواعيرَ مِمّا قد جَمَعتَ صَدى  

||

أنَّى تَناثَرتُ طَيفُ الشّامِ يَجمعُني

وبالزِّياراتِ إن أشكُ النّوَى وَعَدا

||

قد ضاعَ بِالبُعدِ مَنفِيُّ به وَطَنٌ

تشتاقُ عيناهُ من بَعدِ الضّياعِ هُدى

||

إني تأخَّرتُ عن دَمعٍ تَلوذُ بهِ

رُوحُ المُحبّينَ إمّا قارَبتْ بَدَدا

||

قلبي من الشَّمعِ أنفاسي تُذوِّبُهُ

لكنَّما الدَّمعُ في أعقابِهمْ جَمَدا

||

أصبحتُ من جَمرِ أحداقي على وَشَكٍ

يا بائعَ الدّمعِ بِعني ( للبُكا ) عَددَا

||

ما غادرَ الأرضَ مَسكونٌ بِمَوطِنِهِ

وإن تَأبَّطَ حِمْلَ الهَمِّ وابتَعَدا

||

والموتُ داناهُ لم يَهبِط بَهِ رِئةً

لكنَّما النَّفَسُ المخنوقُ ما صَعَدا

||

لا يَفهَمُ الحُزنَ إلا من بِه حَزَنٌ

وهل يَحِنُّ إلى المفقودِ مَنْ وَجَدا؟

||

يا طائرَ الشّوقِ مِن قَلبي إلى حَلَبٍ

إن طُفتَ بالأمسِ لا تَشكُ الجَوى أبَدا

||

أعرض عنِ البَوحِ واكتِمْ عنه مَوْجِدَةً
ليرقُدَ الشّوقُ إن داعِي الهَوى رَقَدا

 ||

لن يُرجِعَ المَيْتَ مَحزونٌ يُعاتِبُهُ

أو يُبطِلَ السُّمَّ مَن تِرياقُهُ فَسَدا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى