مقال

عندما تُهان العباءة!

بقلم: حمزة الشوابكة

يقال: (لكل مقام مقال)، قلت: (ولكل مقال مقام)، فيقول نبي الحكمة والرفعة والمكانة صلوات ربي وسلامه عليه: “البركة مع أكابركم”، والأكابر هنا: هم كبار السن والعلماء؛ أهل العلم والحكمة والخبرة، فعندما يلبس عباءتهم غيرهم، وعندما يجلس مجلسهم غيرهم، وعندما يتحدث بحديثهم غيرهم، فلن يكون إلا إهانة للعباءة قبل صاحبها، فالعباءة لها أهل وأصحاب، وهي حُكم عادة لا بد منها، فهناك مقام لا بد وأن يلبسها فيه عالم، وآخر لا بد وأن يلبسها فيه كبير سن وقدر، وهناك من لا بد وأن يلبسها فيه صاحب جاه وسلطة، فإن أُسْقطت على أكتاف أهلها؛ عَلَت وازدانت وجلّ شأنها، وإن أُسْقِطت على أكتاف من ليسو أهلا لحملها سَقط وإيّاها! فيكون بذلك قد أهان عباءة العزّ والقدر والجاه، فأنزِلوا الناس منازلهم، ولا تُعطوا أحداً أكبر من قدره، فهكذا علّمنا رسول الحكمة -صلى الله عليه وسلم-، فما أَرْدانا إلى أن نتخلّف الأمم، وما قَصَم ظهورنا؛ إلا أننا رفعنا من أُمِرْنا بوضعه، وكَسَرْنا من أَمَرَنا الله ورسوله بجبره ورفعه، فتبدّلت وتحوّلت عاداة وأصول وثوابت؛ كان لا بد من أن تكون أقوى، بل وأقوى من ذي قبل، ولكن الله غالب على أمره، فأنزلوا الناس منازلهم، وأدركوا معنى (البركة مع أكابركم)، فلا تهينوهم وتهينوا عباءة خِيْطت لهم ولورثتهم، ولا تكونوا ممن يرجو الرفعة في دار دون دار، فاسعوا إلى خيري الدارين، وخيري الخيرين، واعلموا بأن خير الآخرة أولى وأبقى، فكن ممن يبقي ويحافظ على رفعة قدر عباءة الأكارم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى