أنامُ في كرسيٍّ
زكريا شيخ أحمد | سوريا – ألمانيا
الطقسُ باردٌ جداً .
كلُّ شيءٍ في الخارجِ يتجمدُ منَ البردِ .
الحجارةُ و الأرصفةُ و الأشجارُ .
لا أحدَ يخرجُ
و الخارجُ يعودُ سريعاً للداخلِ .
لا أحدَ يوسعُ مكاناً في سريرِهِ
لينعمَ الليلُ بقليلٍ منَ الدفءِ و ينامَ .
كنْتُ لأدعوَ الليلَ للنومِ في سريريّ ،
لكنِّي لا أملكُ سريراً
فأنا منذُ زمنٍ بعيدٍ أنامُ في كرسيٍّ
و الكرسيُّ في الخارجِ ساكنٌ فوقَ رصيفٍ باردٍ .
كلُّ ما أستطيعُهُ
أنْ ألتقطَ بضعَ حجارةٍ صغيرةٍ
و أدسَهم في جيوبِ معطفيّ الطويلِ
و أدخلَ معَ الليلِ الباردِ في حوارٍ ساخنٍ .
كمْ أودُ معانقةَ الليلِ و احتضانَهُ ،
لكنَّ الليلَ طويلٌ
و ذراعايَ قصيرتانِ
و حضنيَّ صغيرٌ .
أيها الليلُ المسكينُ
لماذا تجيءُ طالما أنَّ الكلُّ يتخلى عنكَ
و يسدُّ بابَهُ في وجهِكَ ؟
٧/ ١ / ٢٠٢١