الصلاة الأخيرة
رضى كنزاوي | المغرب
ماذا تفعلين هنا؟
امضي بعيدا، بعيدا
وإلا قذفتك بالحجارة!
فلاشيء في هذا العالم
سوى بشر يركضون
خلف دجاجة من سراب.
لا شيء هنا، بؤس وألم
وبضع قصائد
معظمها سيئ
كأحوال الطقس في جيورجيا
منشأ ماياكوفسكي
لكنك لا تعرفين فلادمير.
ابحثي جيدا…
ابحثي في جيبي
عن من قتل السعال
و من خبأ المسدس تحت الجريدة
ابحثي عن ولاعة
أو عن رجل .
النوافذ تطل مني، إلي…
فبداخلي شوارع مزدحمة
بالصراخ..
والآن أسفل الحذاء
تقطن رغبتي..
وذاك الحلم الذي كان سرا
بيننا..
أصبحت تتناهشه الأفواه
كدودة أرض بين مناقير الصيصان.
ومن بين كل هؤلاء الشعراء
الثرثارين، المتغزلين
كيف تصدقين أنني أريد
فقط، أن آخذ استراحة
في ظل عينيك
و أمضي في حال سبيلي
و أمضي إلى الأبد؟.
الأجراس تبكي
و الغلمان الأنقياء كالحليب
يتضوّعون جوعا.
الفراشات تصفق
ومن يسمع الفراشات تصفق !؟.
إشحذي شفتيك جيدا
لتطعني رجلا آخر…
كم سيهبك؟
حسنا، لا يهم، فقط اشتري حليبا
و أطعمي قطنا”دانكي”
و احرصي أن لا يكسر المزهرية.
عذرا، فالشعر يخرج من فمي
عاريا كبطن المراهقة
سريعا
ألا ترين أصداف قميصه تخفق
العرى؟.
و ما زلت لا أنظف فمي
قبل الإيواء إلى الفراش
فهناك كلمات
عالقة بين أسناني..
خائفة من شيء ما.
نعم. يحاولون سد فمي
كما تسد فوهة إبريق الشاي
بأوراق النعناع.
شاعر في الثلاثين أنا
و عيناي بنيتان
وأنفي معقوف كالصقر
والغيمة هناك
تشبه شيئك الجميل
أو هكذا بدا لي
من فرط الشهوة!.
عندما أموت…
لا أريد بكاءك
ولا أن تضعي الزهور
على قبري
فقط إن كان بوسعك
أن تمدي رأسك قليلًا للتراب
و تتمني للديدان التي ستأكلني
شهية طيبة.