أحبُّ كلَّ ما فيكِ أيتها الحياة

د. علاء جواد كاظم | العراق

 

أعترف لكم أنني أتغير كل يوم!
كل يوم أكتب قصة حياتي بطريقة مختلفة؛ أغير الأبطال، أقرّب المسافات بين الأحداث أو حتى أباعد بينها إذا تطلب الامر… واثقٌ أنا أن حبري لن يجفّ أبدا ولن أرفع قماشة بيضاء ترثيني!
كل “شوية” أغير مزاجي وطريقتي في التفكير : مرة اضحك من الدنيا، وأخرى أبكي على نفسي وعلى قدَري الباهت، وثالثة تضحك هي عليَّ وعلى كل أفكاري ههههههه هههههههههه هههههههه، ثم نضحك معاً ونضرب كفًّا بكف..!!
حتى أغنيتي المفضلة أغيّرها كل يوم؛ يوما أحب أغنية عراقية لسعدون جابر وآخر أقع في حب أغنية فارسية لهمايون شجريان، وأخيرًا وقعت في حب جزائرية، لأموت يوم أمس وأنا أستمع لأغنية لارا فابيان Je Me Souviens..!
حتى موسيقاي ليست هي نفسها كل مرة؛ فأراني أغرم في موسيقى شوبان و أجُن بـ فانجيليوس العظيم، لأحنّ بعدها إلى زامفيير وأتذكر طفولتي العدمية!!
كل يوم يطلّ عليّ ملاك الحب هامساً في أذني: “علاء ..لا تستسلم لهذا السخف! يومًا ما سيتغير كل شيء!”، وها أنا ذا أنتظر تحقق نبوءة ملاكي..!
بين الفينة والاخرى أتلاعب بمصائر قصص الحب التي عشتها والتي لا تزال تعتمل وتنبض في أعماق روحي، مثل طفلٍ مصاب بالتوحد؛ أغير موقفي من عيون كل امرأة أحببتها وأُشكل ملامحها بمخيّلتي رغبة في التهرب من خيبتي بها..!
كل مسااء أضيء الزوايا المعتمة من حياتي وأُطفىء الزوايا المضيئة كي أخدع نفسي وأبتسم لها.. أنا كل ساعة أغيّر طريقتي في الحياة وأقبل بوهم العدالة الإلهية، فأجدني أفكر في الموت وكأنه يسكنني ويتنفس في أعمق نقطة من أناي، وأتمنى أن أبقيه داخلي لكي لا يصل إليكم بعد أن ينقضّ عليّ!
كل ساعة أفكر في الحياة وكأنها أحجية”حزورة ” كبيرة، حلها الوحيد أن تنتهي، أن تتوقف!
كل يوم يمر، أستعيد الماضي المقدس في حياتي، وأسترد دنس الأيام التي تلفّ القدسية بسياج رهيب من الحيرة!
في كل آنٍ أفكر بأصدقائي.. أُبْقي من أبقي، وأنحّي جانبا من فقد قدرته على الاستمرار ولم يعد جميلا!
كل يوم أتغير.. فأنا إنسان.. بكل حقيقته ودنَسهِ وبراءته وجنونه..
أنا إنساااااااان ولستُ تمساحاً أغوي الآخرين بثباتي وأظهر لهم أنني جزيرة ثابتة، من ثم أبطش بالجميع!
لا أنوي البطش بأحد ولن أفعل!
أحب كل شيء في هذه الحياة!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى