لن نهزم
نورا الصالح | سوريا
…لن نهزم ،
من الآموي إلى الأقصى
من ياسمين الشام إلي بيارات يافا وكل الحجارة
إلى مسرى النبيين أرض الطهارة
نقول
لن نهزم
ولو كلُّ هذا الكون أظلمَ،
بذرةُ الخلودِ فينا مرهونةٌ بالدّم ،
فكلما نزفنا دماء زدنا ولاء،
وكلما خبا ضوء سطعت بنا ألف شعلة
نحن الصمود..
وردنا مورود من قبل ملائكة السماء.
نعلم معنى أن يغفو البنفسج على رخام الرحيل،
ويستيقظ وجع العباد
على دروب الزيتون والسنديان والتين..
نعلم أنه في بلد الليمون يبكي الطير ويصرخ الحجر،
وبأن جبالهم باتت لوحةً سمراء،
لها من وهج السّماء قبلةُ
العارفين وصبر الجائعين.
نعم …..
مشت أحلامُ الياسمين
على أرصفة الخريف باكراً،
و سقطت أوراق السماء
في ليال مظلمة ..
سقط النّور من عيون النّاظرين،
ولغة الحرمان فاضت على سطور السنابل،
المناجلُ تدقُّ أعناقَ الرّغيف،
والحاصدون أقزامٌ يكبرون
تحت عدسة المجهر،
لكنْ لا ضيرَ إن شحّ زيتُ قنديلِ الليالي ،
أو عصفَ الصّمتُ بجنحِ المحال،
أو.. ناحت كل النساء،
سيبقى الأقصى قبلةً على جبين النور،
فخرَ الهويّة وكلّ الكبرياء والنخوة اليعربية.
فالكبرياءَ كرامةُ الشّرفاء ،
حفنةٌ من ترابه العزيز تعزُّنا ،
وتذلُّنا ممالكُ المعادنِ الصفراء….
نحن الأباةُ… فجرُنا معقودٌ بخيط شمس عالية،
والقمر إذ ينير كؤوسناٍ
الصافية نشربُ نخب صدق الولاء ، لأن الوفاءَ شيمةُ النّجباء.
والخيانة خنجرٌ مسمومٌ في ظهر القضية.
وبكل يقين .. (لن نهزم )))
و غدا سنراك يا موطن الإسراء والمعراج سالماً منعماً،
ِ غانماً مكرَّماً.