مبادرة “معا لحماية الأسرة المصرية”. «حائط صد» للحفاظ على كيان المجتمع
مجدي بكري | القاهرة
تمثل مبادرة “معا لحماية الأسرة المصرية ” حائط صد لحماية كيان المجتمع والحفاظ علي تماسكه.. وسنبدأ سلسلة للتعريف بفريق الحملة.
نبدأ اليوم بالدكتورة انجي فايد وهي امرأة من طراز خاص .. تعمقت في دراسة تاريخ مصر القديم وانبهرت بالتعاليم والبرديات الفرعونية التى تحمل قواعد ومبادئ لكل كبيرة وصغيرة في مجال العلاقات المتبادلة بين أفراد الأسرة أو العلاقات المجتمعية بحكم عملها ككبيرة للأثريين بوزارة الآثار المصرية ومديرة للتنمية الثقافية الأثرية سابقا واستاذ الفن المقارن فى العمارة والنحت.. حملت د. إنجى لواء الجهاد لإعلاء شأن الأسرة المصرية ومحاربة التطرف والأفكار الغربية الشاذة التى تحول اقتحام المجتمعات العربية عموما والمجتمع المصري بالتحديد.
تبنت الدكتورة إنجي حملة «معا لحماية الأسرة المصرية» بالاشتراك مع د.حسام لطفى مؤسس المبادرة ورئيس قسم القانون بجامعة بني سويف ود.عبد الله مبروك النجار، وأقامت العديد من الندوات واللقاءات الثقافية بالمؤسسات الإعلامية الكبري والجامعات المصرية فى عدة محافظات.
وتسعى المبادرة للحفاظ على حق المطلقة والأرملة فى الحصول على مقابل مالى عن الكد والسعاية وفرض غرامة مالية لا تقل عن ألف جنيه واجبة التحصيل ممن له حق الحضانة حال الغياب بغير مبرر عن مجلس الرؤية ، مع تقنين حق المبيت للطفل وقضاء نصف العطلة الصيفية، مع من له حق الرؤية ومنح الزوجة عند انقضاء العلاقة الزوجية بغير الخلع نفقة المتعة بدون حد أقصى وإنشاء مجلس أعلى لشئون الأسرة يتبع نيابة الأسرة ومحاكم الأسرة ويلتزم بسداد نفقة الحضانة في وقتها.
روت لنا د. انجى عن المرأة في مصر القديمة وكيف كانت هي المرموقة في القصر الملكي وربة البيت وشريكة الرجل في حياته داخل وخارج محيط الأسرة، وهي التي أوصى بها الحكماء خيرًا كزوجة وكأم وهي الحبيبة، وهي رمز الخير والعطاء والوفاء.
تقول د. إنجى: نحن جميعا بشر، وهي الحياة حقا قولا صادقا، فالمرأة اعتلت منصة القضاء وهنيئا لكل امرأة متفانية لأسرتها ولها عيد يتم تكريمها فيه، ولن نقف عند هذا الأمر، فإذا نالت المرأة في مصر القديمة حقوقها فوجب علينا خاصة وبعد أن صرح به شيخ الأزهر وأثلج الصدور؛ وهو إيجازه حق «الكد والسعاية». هذا الحق الذي ينتصر للمرأة ويؤمن تلك القارورة التي أوصى بها رسول الله ثلاث مرات في حديثه الشريف «رفقا بالقوارير»، هو أن يشرع قانون يحمي تلك المطلقة والأرملة من أن تكون سائلة أو محرومة، فهو قانون العدالة الذي سيصلح المجتمع ويحمي الأسرة المصرية من الخلل ويقي الأولاد من الغل أو التنمر. هو حق للمطلقة والأرملة التي تفانت من أجل أسرتها ووقفت إلى جوار زوجها لتحقق له السكينة وتربي له الأطفال وتحفظ سيرته وماله، هي شريكة ورفيقة كفاح يحق لها أن تحدد لها نصيبا من ثروة زوجها إذا أسهمت في تنميتها، كما أشار شيخ الأزهر في حديثه عن «الكد والسعاية».
وكان فضيلة الأمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب قد صرح بأن هذا الحق ليس ببدعة، فعمر هذا التشريع هو من عمر الإسلام، وسبقنا إلى تطبيقه بلدان أخرى، وهو تشريع إنساني يحقق العدالة، فنرى أن المصري القديم منذ ٤٠٠٠ سنة قد أحق الحق، تلك الحضارة التي قامت على العدالة سبقت الحضارات الأخرى وعرفت كيف تنتصر للمرأة، فنجد الرجل يوقع على عقد زواج أشبه بأن يكون عقد تسوية مالية يوضح فيها لزوجته حقها المالي إذا هجرها بسبب أو لآخر أو تزوج عليها، فكان يهبها نصف المال الذي نما في وقتها، وقد ورد ذلك في برديات الزواج.. فتطبيق العدل طوق النجاة لحماية الأسرة والمجتمع.
وعند صدور هذا التصريح من شيخ الأزهر، انتفض بعض الرجال زاعمين بأن هذا الأمر سيؤدي لعزوف الشباب عن الزواج، وقد ربت عليهم د< إنجى بأنها تري أن هذا الأمر سيرفع سن الزواج أو يجعل الشباب يعزفون عنه، وقالت: بصراحة أكثر شكرًا وألف شكر لمن يعترض ويعزف عن الزواج، لأنه بذلك أوضح موقفه منذ البداية وأعرب عن حقده وغله، وأثبت أنه غير أمين ولا يصلح أن يرعى أسرة، فكيف تعترض والله يرزقك برزق زوجتك وأولادك. فنحن في أمس الحاجة لتطبيق مثل هذه الحق، فما تراه المرأة حاليًا من إساءة وإهانة من بعض الأزواج يحتم علينا كمجتمع مدني متجاوب، أن ننادي بسرعة تشريع قانون يحقق العدالة للمرأة ويصون المجتمع.
يذكر أن د.إنجي فايد تخرجت في قسم الآثار اليونانية والرومانية والدراسات الكلاسيكية بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية، لها عدد من المؤلفات، من بينها: «سيناء عبر العصور»، «الإسكندرية عبر العصور»، و«توت عنخ آمون»، و«المتاحف جسر الثقافة»، و «الوجود المصري في العصرين اليوناني والروماني» وغيرها.