شيءٌ ما لا يَكاد يُبين

  نص: جمال امْحاول
 
على ضوء خافت باهت
يسري كائنان مقنعان..
في ظلمة من شمعدان..
يزحف طائران وثعلبان..
في صمت مطبق،
في غسق ليل مدلهم،
تلتحف الأفعى بالثعبان…
تهب ريح الصبا فتطفئ
ظلمة القمر المستكان…
تقفز الشمس في إشراقتها توا
إلى الضحى مجرجرة إياها،
من ثقب أسود غير مستبان…
وعلى قارعة الطريق
تدب الظلال دب المحان…
في قلبٍ صدِئٍ،
يُفتح  في باب جسيم مِصرعان…
تشمخ الصوامع حية
تنادي في فجرها بالأذان…
تدق الأجراس ترتل مع الرنين
 نشيد الغزلان…
تخرج الضباع من جحورها
تخرج الثعابين
تربض الذئاب بشدق جوعان…
وعلى جانب آخر
تجري السراويل ركضا
لا يرتد إليها طرفها المفتوق
تُسحب من أغصان الزوان…
يُغتصب الماء في ضيعته نقيا
ويُهرق من وجه الحصان…
يقف الجبين المقطب مليا
يعالج سكرة الموت بالبرهان…
يضيق الروح وتنتفض العروق
يحاكي لون لوحة في عين الفنان…
إكليل على رأس القنديل خائبا
بجانب الشمعدان…
يشتعل  على عتبة النفس
التي لا ترى إلا الهوان…
ليس يدري عما يبحث
في جوف الخسران…
ربما يريد إعادة نظام غابة،
 خربت في أيد
لا تعرف الصدق والأمان…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى