ميراث الدراويش

مفتاح البركي | ليبيا

رغم أنني لم أعد أبكي

إلا أن جارتي الوردة العمياء ..
و هي تقفز من فوق سياج الحديقة
هاربة من وجه هذا الليل
دعتني إلى شيئٍ من الجنون
وهي تتأوه من شدةِ الظمأ :

تعالى لنترك الخراب جانبا
لنترك الحديقة المنهكة
بدموع الرماد ومن قافية الخديعة

لنترك الشعراء و مراثيهم
و الوجع الذي لا ينام ..

ربما ( الروك أندرول ) °
يطرق دهشة الحزن
فنقتل الوقت بالضحك
نجترح الفرح من الموت
كفاكهةٍ خالدة تعيدُ رسم البدايات

تعالى لنرقص معاً و نغني
على أنغام موسيقى ( البلوز ) °

تلك نبوءة الحزن الجميل
( لكينتي كونتا ) ° .. و هو مازال يركض
نحو بيته في أدغال أفريقيا ..

فالحزن يا صديقي
ميراثُ الدراويش ..

لذلك كانت مأساةُ الغرباء
اللهو على قارعةِ الألم ..
كلما تأنق الوجع بلونه الأزرق النيلي
فالليل لا يليق إلا بالدراويش الحزانى

كان يمكن أن يكون لنا فرح
و قصائد لا تعدو التأوهات البريئة
نكتبها ببراءة الأطفال
ننام على و سائد الضحك
و نصبح كالعصافير و جيوبنا
معبأة بالحلوى .. و الزقزقة
التي لا تذبل و لا تنام .

كان يمكن
أن نغني و نبكي على موسيقى
البلوز أند رول ..
لتنام الأحلام في أعشاشها
بلا نشاز .

………
15 / 1 يناير .. كانون الثاني / 2021

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى