سوالف حريم.. زواج القربى
حلوة زحايكة | القدس
أثناء قراءتي المتواصلة للتّاريخ الاسلامي، لفت انتباهي أنّ نوابغ وعباقرة الصّحابة رضوان الله عليهم كانوا من القبائل التي كانت تئد بناتها! وهي مرحلة امتدّت لثلاثة أجيال قبل الاسلام، وسبب نبوغ هؤلاء هو زواج آبائهم من نساء القبائل الأخرى لعدم وجود فتيات في قبائلهم! أيّ أنّهم كانوا يتزوّجون من “غريبات” وبالتّالي تجنّبوا دون أن يقصدوا الأمراض الوراثيّة النّاتجة عن زواج القربى، وهذه قضية انتبه لها بعض العرب قبل الاسلام أيضا، فقد جاء في وصيّة عمرو بن كلثوم زعيم قبيلة تغلب وفارسها لأبنائه:” ولا تتزوّجوا من حيّكم”. وفي الاسلام قال الرسول –صلّى الله عليه وسلّم- “غرّبوا النّكاح”. وفي جاهليّتنا المعاصرة أبدعت لنا عقليّة الجهل والتّخلف “ثقافة زواج القريبات” مثل”ابن العمّ ينزّل عن ظهر الفرس” و:”دبكه ما بعرف دبكه
هيلي ما علّموني
الله يجازي اولاد العمّ
ع الغربه ودّوني”
وانتشر زواج بنات العمّ والعمّة وبنات الخال والخالة، وامتدّ لأكثر من جيل، دون الالتفات إلى مخاطر ذلك، والتي أقلّها العقم والتّخلف العقلي، والاعاقات الدّائمة، وما يترتّب عليها من حالات طلاق وخصومات مختلفة. فهل نتقي الله في أجيالنا القادمة، ونبتعد عن زواج الأقارب؟
وفي “بلاد الكفّار”المتقدّمة يعتبرون القريبات من المحرّمات، وبالتّالي فقد نجوا ممّا نحن متورّطون فيه، فهل نتعلّم منهم.