أَبُنَيَّ.. من بحر الكامل

عبد الصمد الصغير | تطوان – المغرب

 

أَبُنَيَّ .. في هَذي الْحَياةِ سَتَرْتَمِي
بِالْخَيْرِ مُنْتَفِعاً … إِذا لَمْ تَظْلِمِ

///

يا عَيْنَ روحِي .. قَدْ أَرَيْتُكَ عِبْرَتِي
مِنِّي الْحَياةُ وَ فيكَ ضاءَتْ أَنْجُمِي

///

سَتَرى مَسِيراً .. في طَريقٍ لا تُرى
بَيْنَ الصِّحابِ وَ عِنْدَ سارِقِ مَبْسَمِي

///

وَ تَرى إِماماً .. مُسْتَقيماً قَدْ بَدا
بِالدِّينِ مُتَّكِئاً …. عَلى مُتَمَسْلِمِ

///

سَتَرى هَذا .. أَثَراً مَشَى .. مِنِّي أَنا
وَبِوَجْدِ عُمْرٍ سَوْفَ تَمْضِي مِنْ دَمِي

///

وَ لَقَدْ خَفَضْتُ مِنَ الْجَناحِ لِكَيْ أَرَى
وَلَداً، سَيُكْمِلُ لي طَريقي، وَ سُلَّمِي

///

وَجهُ الْحَقيقَةِ إِذْ بَدا .. يَقولُ لِي:
دَعْ حَظَّهُ يَمْضي .. لِضَرْبِ الْأَسْهُمِ

///

يا عِطْرَ رائِحَتي .. وَ فاكِهَةً بِدَمِي
عَيني تَرى فِيكَ .. الَّذِي لَمْ أَغْنَمِ

///

يا سَيْرَ أَوْرِدَتي .. وَ مُنْتَظَراً لِغَدِي
ظَهْري، رَمى فيكَ الْهَوى في مَرْحَمِ

///

أَبُنَيَّ .. في أَرْضِ الرَّحيلِ سَتَكْتَرِي
وَجْهَ الْقِناعِ .. مِنَ الضَّميرِ الْأَكْثَمِ

///

أَنْتَ الْبَقِيَّةُ … في بَهاءِ ناظِري
بِاللهِ مُكْتَفِياً ….. وَ كُلِّ مُقَسَّمِ

///

وَ لَقَدْ زَحَفْتُ عَلَى يَدَيَّ.. لِتَحْتَمي
في خافِقي مِن حَيْرَتي وَ تَشَرْذُمِي

///

وَ اللهُ ساقَ الْعَالَمينَ.. وَ أَظْهَرَنْ
في لَمْحَةٍ.. وَهَجَ الطَّريقِ الْأَسْلَمِ

///

هَلَّا .. إِلى ذاكَ الرَّجاءِ حَمَلْتَنِي
لِرَبيعِنا ….. مُتَوَرِّداً مِنْ زَمْزَمِ

//

هَا أَنْتَ تَكْبُرُ .. في إِرادَةِ ناظِري
أَبُنَيَّ ، أَنْتَ أَنا .. فَكُنْ لي تَوْأَمِي

///

أَمُطالِعاً …. زَمَناً يَقِلُّ وَفاؤُهُ
بِدَمٍ خَبَا.. وَ أَخٍ لَوى عَنْ مَبْسَمِي

///

سَأَراكَ .. قُرَّةَ خافِقي مَرْضِيةً
ضاءَتْ عَلَيَّ .. كَما ضِياءُ الْأَنْجُمِ

///

وَ أَراكَ .. مِشْيَةَ واثِقٍ مُسْتَكْمِلٍ
عَهْدَ الرِّجالِ .. أَراكَ دَأْبَ الْهَيْثَمِ

///

مُذْ جِئْتَ مُبْتَكياً .. أَنا بِكَ فَرْحَةٌ
قَدْ صِرْتَ .. بَسْمَةَ والِدٍ لَمْ تُكْتَمِ

///

ها أَنْتَ … عِنْدَ أَمانَةٍ مَتْروكَةٍ
وَ قَصيدَةٍ .. بِضَميرٍ لَمْ يُقْسَمِ

///

فَلَئِنْ نَظَرْتَ سَماً .. بِدونِ بَصيرَةٍ
دَمْعاً تَفيضُ عَلَيْكَ .. هَطْلَ الْأَيْهَمِ

///

وَ لَئِنْ بَذَلْتَ يَداً .. بِغَيْرِ أَمانَةٍ
لَتُعاوِنَنَّ مَكائِداً ….. لَمْ تُعْلَمِ

///

ما هَمَّني تَعَبي.. وَ لا ما هالَني
إِذْ بَرَّني وَلَدي.. وَ صانَ لي مَعْلَمِي

///

ما فَرَّطَتْ شِيَمي بِحَرْفِ صِفاتِها
ما نَحْنُ مَنْ يَذَرُ الْحَقائِقَ تُكْتَمِ

///

قَدْ أَوْقَفَتْ قِيَمي عَلَيْكَ صُمودَها
وَتَرَكْتُ عُمْري فيكَ يَجْري مِنْ دَمي

///

أُمِّي الَّتي تَعِبَتْ بِحَمْلي عِنْدَها
عِبْأً.. يَسيرُ إِلَيْكَ سَيْرَ عَرَمْرَمِ

///

قَدْ صِرْتَ أَمَلي .. إِذا تَمْشي أَرى
مِنِّي الطَّريقَ، وَ مَنْ بَقى في سُلَّمِي

///

وَ لَقَدْ رَأَيْتُكَ في الْحَياةِ .. شَفاعَتي
فَوَضَعْتُ في يَدَيْكَ سِرَّ مُعْجَمِي

///

أَمَلي .. أَراكَ غَداً تَعي ما فاتَني
مِنْ بَعْضِ أَسْئِلَةٍ .. لَها لَمْ أَفْهَمِ

///

وَ اللهُ يَعْلَمُ …… أَنَّني حُرِمْتُها
مِنْ هارِبينَ بِها .. مَخافَةَ مَعْلَمِي

///

أَوْتادُ أَصْلٍ …. قَدْ حَمَلْتُ إِباءَها
إِذْ غاضَ عِنْدَكَ.. ما تَبَدَّى مِنْ فَمِي

///

كُنْ لي ، وَ قَدْ أَكَلَ الضِّباعْ طَريقَنا
في لُعْبَةٍ ….. تَرْميهِ لِغِرٍّ أَضْيَمِ

///

وَلَدي الْعَزيزُ .. عَلى الضَّميرِ حَمَلْتُهُ
قَلْبي .. رَجا فيهِ الَّذي لَمْ أَغْنَمِ

….

هامش:

أنفاس الشعر…. على بحر الكامل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى