تهويمات في الساعة الهامدة من الليل.. شموع الحلم
فايز حميدي | شاعر وكاتب فلسطيني مغترب
حِينما تُوقدُ شُموع الحُلم في خاطري
تُضيءُ الليل …
وَتَتعرى المَسافةُ بَيننا
وَيَتراخىَ الزمنُ
وَتتقمصُني نِجمةٌ ..
وَيَلمعُ سَنا نَيزكٌ في صدريِ
بِأحلامِ عَوسجةٍ
أُسكِنُها في فيِّء قلبي
وَيُصبحُ الحبّ في الساعةِ الهامدةِ من الليلِ
شيخٌ في الثلاثينِ ..
وَطيورُ أفكَاري تَجوبُ فَضاءاتِ الشوقِ
دُونَ أن تُدركَ أعشَاشها
وَتُصبحُ الأشجّارَ والأعشابَ والأزهارَ
وَالدروبَ الخَرساء
وَالأيائلَ وَالجِيادَ والغزالةَ البيضاءَ
قَاماتٍ يَكسوها الحُلم
وَيطلعُ وَجهكِ من كلِ وَجه
يَا يَمامتي :
أَشعلتِ في روحيِ حَرائق الشَّغف
وملَّني الإِنتظار
أحاورُ الثلوجَ في بلادِ الشمال
وَأتركُ العاصفةَ ورائي
أُصيّرُ الغيومَ كلماتٍ
وَأموسقُ الحروف
وَأراقصُ ظلكِ
وَأحملُ أَشوَاقيَّ لربيعِ عينيكِ
وَيسرجُ حِصانه الكلامُ
وَيضيءُ الحُب
وَنُسافرُ في ظلِ غيمةٍ
وَنَهبطُ الأغوارَ وَنهدمُ الأسوارَ
وَنصيرُ شَجرتيَ بُرتقالٍ في سهلِ عكا
أو سَنابلَ قمحٍ في سهلِ مرج بن عامر ..
وَنَغسِلُ جبهةَ الصباح .
وَأهتفُ وَدَاعاً يا أَنقاضيَّ ..
يا حَبيبتي :
أليسَ الحُبُّ زَهراً وثمراً وَنضوجاً
وعطاءاً ..