ثمانية وأربعون

عز الدين السعد | القدس – فلسطين

يتساءل عمر

يمتدُّ في الأيام عقود..

يحتار التلامذة،

والمعلمون

شهود…

ثمَّةَ سرٌّ في المعدود

ما من حل غير العودة

ارتحل العادّ لا المعدود

ناحت خيل الصبح القادم

يا الله انت المعبود

تالله، ما منا مساوم

والدنا أورثنا عهدا

ألا نترك حق مقاوم

رايتنا للحق الثابت

بيعتنا للوعد الصادق

عودتنا …  ستكون العيد

والنصر حليف للصابر

نصر من الله قادم…

اجمعْها فتجدها

الأصعب

ثمانية ٌوأربعون…

من أعلى من كل جانب

ينتصب العدد.. يقاوم

///

كان العددُ سَنَة ً مَرَّه

صار العددُ اليومَ سنينْ

خذ مَنْ وُلدوا فيها الآنْ

عَدّ ُوا للآن السِّـتـِّينْ…

أو كانوا قد وُلدوا قبلا

فيهـِمْ مَنْ جَاوَزَ تسعينْ

ما زال المفتاحُ مخبّأ

ينتظرُ العودة َ والعيد

يُحصِي جيلَ الوعدِ،

ألوفا أياما وشهور سنين

واحد وعشرون ألفا يتبعها

مئات خمس من أيام وحنين

لا يخطئ من عد أبدا

قد جاوز عُمرَ الستينْ…

///

هذا عمي بقي وحيدا

يتحرّقُ شوقا للعيد…

تتجدّدُ أشواقُ العوده

فالمسجدُ أضحى منجرة ً

والمنزلُ مهدومُ الحالْ

لكن البابَ على وَعْدٍ

والمفتاحُ والأقفالْ

يحملـُها مولودٌ قادِمْ

من رحم ٍبَلـَغَ السّـتينْ

جيلٌ وُلِدَ يَهُزّ القادِمْ

خذْ مِفتاحَ البَيتِ وَقاوِمْ

قدرٌ مكتوبٌ لو تدري

فوق جبين ِالصُّبْحِ القادمْ

ثمانية ٌوأربعونْ

///

لا تحسبوه عددٌ

بل أناسٌ يُرزَقـُونْ

مِنهُمُ، المُهَجَّرُ قـَسْرًا

عن ديار ٍلانـْتظارِ

منهم الصامد فيها

حاملا وعد السنين

والعددُ يحمل عَلَما ً

لملمَ الشـَّعبَ سِنينْ

لاجئون، من ثمانية وأربعين

باقون، من ثمانية وأربعين

باقون، في ثمانية وأربعين

عرب الثمانية وأربعين

فلسطِينِيّـُو ثمانية وأربعين

مواليدُ ثمانية وأربعين

أمواتُ ثمانية وأربعين…

شعب كامل الصفات

أينما حل اسمه

رقمٌ ملثـّمٌ

كوفية مرقطة سوداء

ثمانية ٌ وأربعون

اسم للمكان وللزّمان ِ، في آن ٍ

ثمانية ٌ وأربعون..

نـُعلـِّمُهُ أولادَنا، فـلا َنـَتوهُ فيهِ

نكبتـُنا  استقلالـُهم

ميلادُهم   شهادة ٌختموها

وفاتـَنا، لكنها قيامة ٌ

ثمانية ٌ وأربعونْ

///

من بين السطور والكلمات

من بين ذرات التراب

ينتصب الرقم الصعب

في شتات الشتات

بين الطرقات في المخيمات

مفتاح معلق

بين المعلبات وكرت أونرا

بلا باب

مفتاح يرث رقما سريا

واحدا لكل الأبواب

ثمانية وأربعون

رقم الباب

لن ننساه مهما غيبوه

من ذاكرة

المفاوضات

ورموه خلف الباب

رغم كل المغريات ينتصب

نحو الباب الموجود

هنا في داخل الداخل

من كل أصقاع الدنيا

حيث عشش ثمانية وأربعون

ستون عاما عمر العش

برقم لن يقبل القسمة

لن يقبل إلا العودة

مهما دارت السنين

رقم ينتصب

ثابت هو

محفور فينا

ابيٌّ عصيٌّ

نقيٌّ

يانع دوما

تبت يدا من يمحوه

ومن لا يتذكر

أنه مفتاح الصبح

رابعة النهار

بيت القصيد

عين القضية

وأصل أصل

ناموس السنين

///

رقم دائم الخضرة

مضرج بدم الضحايا

بلا أكفان بيضاء دُفنت

بلا أحزان سوداء

ولا عزاء لها

إلا، ثمانية وأربعون

///

نعونا في حاضرات العرب

وأفرطوا بالنوح

على فردوسنا المفقود..

بنار فسادهم

رجموا الصابرين..

أسبوعا من الوعد

وعودة يا لاجئين..

تالله ما فتئوا

يحصون ذا الأسبوع

نفدت وعود عرقوب

التي ترجون

ما كان فيها إلا

ثائرٌ لا يستكين

///

اقرأ حروف الضاد

من أعلى تجد

في أول السطر

ومن قاع الكلام

لا بد تلقاك

حروف العام

تجمعها فلا تقرأ

معنى السنين

لكنها دوما

ثمنيه وأربعين

////

لغز

رقم صعب المراس

عمره ستين

زوجيُّ الهوا

أمه فلسطين

وأبوه يلتحف السما

مذ كان في حطين

قسماته قمحية

نبراته وردية

لو كان تحت الماء

أو فوق الثرى

لا يتغير لونه

لا يتبدل طعم البرتقال المر فيه

من بعد ثمانية وأربعين

إلا بعودة

هو آخر ما تبقى

من هزيع الليل

هو صرخة الحبلى

على أعتاب ميلادٍ لفجر

هو الأذان البكر

في صحراء جاهلة

تحمل كتاب الله

لا تقرأ، تئن

هو دائم ليوم الدين

لا يموت لا يفنى

يزداد إصرارا

يرابط ليوم الدين

هذا هو الشعب

شعب الجبارين

بدأ المسيرة والرباط

في ثمانية وأربعين

عجزوا أن ينكروه

وفي كل الشتات

المر يبقى مرابط

دائم بأمر رب العالمين

عاش من سماه

وعاش، عاش شعبك فلسطين

عاش شعبك فلسطين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى