ليل الرّماد
شعر: عبد العزيز الهمامي
أَغْمِضْ لِحِقْـدِكَ جَفْـنَـهُ كَـيْ لاَ يَـرَى
وَافْـتَـحْ صِـرَاطَ الأُمْـنِـيَـاتِ لِأَعْـبُـرَا
°°°
هَـذَا الطَّـرِيـقُ يَـمُــرُّ تَـحْـتَ غـمامـةٍ
وَيَصِيـرُ فِـي عَـيْـنِ الأَحِـبَّـةِ سُـكَّــرَا
°°°
لَوْأَسْلَمَـتْـكَ الرِّيــحُ عَـرْشَ بَـيَـاضِهَا
لَرَأَيْـتَ قَـلْـبَـكَ كَيْـفَ أَصْبَحَ جَـوْهَـرَا
°°°
خُـذْ مِـنْ تُـرَابِ اللَّـيْـلِ حَـفْـنَـةَ أَنْجُـمٍ
لِيَـفِـيـضَ نُـورُ الأنْـبِـيَـاءِ عَلَى الذُّرَى
°°°
أَوْحَـى اِلَـيَّ المَـــاءُ أَنَّ قَـوَافـِلِـي
فَوْقَ الهِضَابِ وَلَـنْ تَعُودَ القَـهْـقَـرَى
°°°
وَكَأَنّ ضَـوْءَ الغَـيْـبِ طَـافَ بِأَحْـرُفِي
وَرَأَيْـتُ فِـي مَـلَـكُـوتِـهِ مَـا لاَ يُــرَى
°°°
أَطْــرَافُــهُ حُــبْــلَى وَهَـذَا طَـلْـعُــهُ
مِـنْ حَـبْـلِـهِ السِّـرِّيِّ بَــانَ وَ أَزْهَـــرَا
°°°
كَمْ كُنْتُ أَعْشَقُ أَنْ أَطِـيرَ اِلَى غَـدِي
أَرْتَــادُ أُفْـقًـا أَوْ أُصَــادِفُ كَـوْثَــرَا
°°°
أَقْـفُـو سَـمَـاوَاتِـي بِـدَهْـشَـةِ نَـاسِــكٍ
يَحْتَـاجُ كَـوْنًـا فِي الجَوَانِـحِ أَخْـضَـرَا
°°°
وَأَخَـالُ مَا بَـيْـنِي وَبَـيْــنَ سَنَـابِـلِي
مَطَــرًا بِذَاكِــرَةِ الخَـرِيــفِ تَـأَخَّـرَا
°°°
يَـا وَاعِــدًا بِالـنَّــوْءِ جُـدْبَ مَـوَاسِـمِي
هَـذَا سَحَابِـي مِـنْ نَعِـيـمِـكَ أَمْـطَـــرَا
°°°
وَيَــدُ الغِـوَايَــةِ بَـعْــدَ اَخِـــرِ كَـأْسِهَـا
تَـابَـتْ وَأَشْــرَقَ طِـيـنُـهَا وَاسْتَغْـفَـرَا
°°°
وَلَـدَيَّ مِـنْ قَـبَـسِ الشَّهَـامَـةِ جَـذْوَةٌ
وَمَعِي ضَمِـيـرٌ لاَ يُـبَـاعُ وَ يُـشْـتَـرَى
°°°
وَأَمَــامَ عَـيْــنِــي مَــبْــدَأٌ عُـنْـوانُــهُ
لاَ عَاشَ مَـن خَانَ الأَمَانَـةَ وَافْـتَـرَى
°°°
الرِّيــحُ بَوْصَلـتِي وَ حُـلْـمُ مَسَـافَـتِي
وَالتِّـيـهُ يَـقْـطِـفُنِي فَـأَلْتَحِـف الثَّـرَى
°°°
اَنَـسْتُ ضَـوْءًا فِي بَـرَارِي غُـرْبَـتِـي
وَفَـتَــحْــتُ لِلتَّـأْوِيــلِ بَـابًـا أَكْــبَــرَا
°°°
اللَّــيْــلُ فِـي الأَهْـــدَابِ ذَرَّ رَمَـــادَهُ
وَالوَهْــمُ يَـزْدَرِدُ المَـدَائِــنَ وَ القُـرَى
°°°
وَ كَلاَمُــنَـا الأَعْـمَى أَضَـاعَ دَلْــيـلَــهُ
يَا لَـيْـتَـهُ بِقَـمـِيـصِ يُوسُــفَ أبْـصَــرَا
°°°
فِي صَمْـتِ أَجْـوَائِـي وِشَــاحُ مَـجَـرَّةٍ
كَـشَـفَـتْ نَخِيــلاً مَا اشْـرَأَبَّ وَأَثْـمَـرَا
°°°
وَشَوَارِعُ الوَطَــنِ الجَـرِيـحِ تَـثَـاءَبَـتْ
وَالشَّــوْكُ فِـي عُـرْيِ اللِّـحَـاءِ تَـجَـذَّرَا
°°°
فِي مُـعْجَمِ الأَصْوَاتِ صَرْخَةُ غَـائِـبٍ
لَكِـنَّ سَـمْـعَ اللَّـيْـلِ أَجْهَـضَ مَا جَـرَى
°°°
وَيَـغِــيــبُ بَـرْقُ الأَبْجَـدِيَّـةِ عَـنْ يَــدِي
وَالصُّبْـحُ مِـنْ شَفَـةِ القَـصِيـدِ تَـبَـخَّـرَا
°°°
وَعَـلَى فَــمِ التَّـارِيـــخِ بَــوْحٌ زَائِــفٌ.
يَـوْمَ الحِـسَـابِ ذُنُـوبُـهُ لَـنْ تُــغْــفَـرَا