في التوحيد.. تسبيحة الصباح
د. خضر محجز | فلسطين
إن الباحثين عن الحقيقة خارج ذاتهم لن يصلوا إليها، ولن يتعرفوها، ولن يعجبوا بها إذا ما هُيِّئ لهم أنهم وصلوا إليها.
إن الحقيقة الأكيدة المطلقة هي في داخلك: إنها معرفة مكنونة في قلبك منذ ما قبل المجيء إلى الدنيا.
الله الواحد الأزلي السرمدي، الذي لا يحده مكان ولا زمان ولا عقل.
شيء واحد فقط يستطيع أن يعرف الله
شيء واحد
هو قلبك
فإن وجد قلبُك اللهَ، فقد عرفتَ الحقيقة
عرفتَ فالزمْ..
أما كل هذه المنطقيات والفلسفة؛ أما كل هذا الكلام عن توحيد الصفات وتوحيد الألوهية وتوحيد الربوبية؛ أما كل هذا التثليث؛ فلا تصدقه، ولا تتوقع منه أن يجعلك تعرف الله، إذ قاله أناس بحثوا عن الله في الكلام خارج قلوبهم. يعشقون أن تخالفهم ليحاجوك خارج قلوبهم، التي هي غير موجودة.
والحق أقول لك يا أخي:
لم أصادف حتى الآن عيناً واحدة من التي انشغلت بهذا تدمع رقة، أو ترتجف خشية
إنهم حافظات لا تستطيع الشعور
ابتعد عنهم واذهب إلى قلبك، وبحسبك أن تعلم أن الله لا إله إلا هو ولا يشبه شيئا ولا يشبهه شيء.
فإن جاؤوا يسألونك عن التفاصيل فاصفعهم باحتقارك، وابحث عن الحقيقة في داخلك.
حين تشعر بأنك عرفت الله، فاعلم أن بحثك ليس هو ما قادك إلى المعرفة، بل الله، إذ رضي عنك فتجلى لك نوره.
لا إله إلا الله