رسائل محترقة

رياض ناصر نوري | سورية

قرأتُ رسائلَكِ الأخيرةَ
والتي وجدتُها هذه الأيامْ
تصرُخُ في صندوقِ بريدِ الروحْ
كرسالةِ البردِ
التي أرسلَها حارسُكِ
صاحبُ الجلالةِ شتاءً ..
حيثُ لمْ أوقِدْ لحضورِهِ جذوةً ..
لأنني لا امتلكُ حزمةً من حطبْ
أو عودَ ثقابٍ لأوقدَها..
كي أغني لأجلكِ أغنيةَ السعادةِ
التي تشتهينها .
وكرسالةِ الطريقِ
التي أرسلَها غلامُكِ تاجرُ الحقيقةِ
نحوَ عيوني
َ التي أوشكت أنْ تعميَها
غِربانُ أسواقِ المدينةْ
تلك الأسواقُ المليئةُ
بكلِّ ما ذكرهُ اللهُ من فاكهةِ الجنةِ
حيثُ لم أعدْ هذه الأيامَ
قادرًا على أكلِ
حبةَ تينٍ واحدةٍ
لأمدحَ بعدَها عيونَكِ
بنشيدٍ طويلٍ..طويلْ .
ولابأسَ أن أقولَ لكِ:
إن رسالةَ الإمانِ
التي كتبها أولئك الأنقياءُ الجميلون
منذُ الأزلِ مرورًا بأبي
ووجهِ صديقي
الذي غسَّلَه وكفّنه ودفنَه
ماءُ النهرِ فجرًا
أولئك الذينَ ماتُوا
وهمْ يزفُّونَ المدائحَ لكِ
وجدْتُها اليومَ أيضًا..
تحترقُ ببطْءٍ قدسيٍّ
داخلَ صُندوقِ بريدِ الروحْ
تحترقُ..
عن سبقِ إصرارٍ وترصُّدْ
أيتها الحياة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى