تشكيلة سَلَطات مجتمعية على أبواب الانتخابات

المحامي شوقي العيسة | فلسطين

في هذه الأيام تتواصل النشاطات للتكتل في مجموعات للمشاركة في العملية الانتخابية. وما يواكب هذه النشاطات يثير الاهتمام ويعطي مؤشرات إلى أين نتجه.
هل يكفي أن نكون كلانا ضد الفساد والظلم حتى نكون معا في كتلة انتخابية؟!
هل يكفي أنك شعرت بظلم تنظيمك لك وعدم منحك منصبا حتى تشارك آخرين في قائمتهم؟!
هل يكفي انك ضد سياسة النظام؟!
وإلى آخره من الأسئلة الشبيهة.
ماذا عن البديل الذي تريده.
هل تريد استبدال القائم بحكم ديني غير ديموقراطي وتريد الوصول للسلطة لتطبيقه.
هل تريد الوصول للسلطة لتؤمن مصالحك ومصالح من هم قريبون منك.
هل تحترم الرأي الآخر أم أنك تطالب بقمعه مثلما تقمعك السلطة الآن.
هل أنت اشتراكي وتطالب بالعلمانية وتأمين وحماية الفقراء وحماية اصحاب الرأي حتى لو اختلفوا معك.
هل تقبل التمويل المشروط وتقول الغاية تبرر الوسيلة.
هل أنت مع المساواة للمرأة؟
هل مجرد أنهم من جيل الشباب يعني أنهم متجانسين.
إلا يوجد قطاع من المعارضين للسلطة وقمعها أن وصلوا للسلطة سيكونون أشد قمعا.
بما أننا في هذه الفترة لا يوجد لدينا حزب أو حركة سياسية جديدة فاعلة غير تلك الموجودة منذ عشرات السنين ووصلت إلى العجز الشامل. لا نجد برنامجًا سياسيًا اجتماعيًا اقتصاديا فكريا لنصوت له أو نحجب صوتنا عنه.
مثلا لو صوتنا لقائمة من المستقلين المعارضين للفساد والظلم، وفاز منهم عشرين للمجلس. هل نعرف إذا كان العشرون سيصوتون على أي قانون أو قرار مجتمعين أم سيغني كل على ليلاه.
نعرف مثلا أنهم سيعملون ضد الفساد. ولكن كيف سيصوتون على تشريع يحمي الحريات والرأي الآخر إذا كان بعضهم يقمع أي رأي يختلف معه .
كيف سيصوتون مثلا على ضمان مساواة كاملة للمرأة إذا كان بعضهم مع قمع المرأة. كيف سيصوتون على حرية الأديان.
كيف سيصوتون على القوانين الاقتصادية التي تضع حدا لتغول رأس المال.
ما هو موقفهم من التبعية لانظمة في المنطقة إذا منحتهم المال.
ثم أن أعضاء المجلس القادم سيشكلون حصة الأراضي المحتلة في المجلس الوطني للمنظمة.
أي سيكون لهم دور سياسي فهل سيلعبونه كما يجب هل سيقفوا بقوة ضد تفرد الرئيس بتقرير مصيرنا؟!
هل لديهم القدرات والكفاءات السياسية لنضع مصيرنا بين أيديهم.
أمام كل هذه الأسئلة ماذا سنفعل؟!
هل نقف مكتوفي الأيدي ويبقى الوضع على ما هو عليه.
صحيح أننا بحاجة لتشكل أكثر من حزب سياسي اجتماعي اقتصادي فكري لقيادة الشعب للمرحلة المقبلة بعد عجز الأحزاب القائمة الآن واليأس من القدرة على إصلاحها، ولكن إلى حين ذلك ماذا نعمل.
اعتقد ان اهم هدف علينا تحقيقه الآن هو التأكد من ان المنتخبين من قوائم السَلَطة التي تتشكل الآن (وبعضها زاكي) سيلتزمون مهما كانت الظروف بدورية الانتخابات على كل المستويات ويخلقوا أرضية خصبة لنمو الحريات العامة ومؤسسات عامة خالية من الفساد والتبعية. ليستطيع الشعب خلق أحزاب وحركات جديدة متجانسة لتمثل قطاعاته المختلفة. لذلك اعتقد ان على كل منا أن يستصلح قائمة تكون الأقرب لأفكاره وينتخبها كي على الاقل نغير الوضع الكارثي الذي نحن فيه. ونستطيع العمل للمستقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى