نصٌّ ولوحة: ضاقت و تاهت بها الأرض

ناهد بدران | سوريا – لندن

اللوحة للفنان السوري المبدع بهجت داوود تحت عنوان: الصافن

صمتٌ في عواءِ الرّيح

يقصّ مواسمَ الغناءِ المبحوح

يسرجُ مواعيدَ الرّبى لحلمٍ أخضر

يصهلُ في أثيرِ نبوءاتٍ غامقة

جبٌّ عميقٌ تلقّفَ أبناءَ النّور

و أطبقَ أنفاسهُ على حديثِ الشّمس

فكمّمتْ أشداقَ صيفها و أحرقتْ  وشوشاتِ

الغيمِ المرتّبة على حزنِ الشّغاف …

بضعٌ من شوقٍ نذرتهُ القوافي على

مرمرِ الدّربِ التّائه …

تحصدُ من اورقاقِ الحلمِ صفرةَ الهشيم

لجامُ السّحابِ مقطوعُ الأمل

عاصفةٌ بعثرتْ ملامحَ الغيثِ في الخواء

تخثرّ النّدى قبل أن يلاطفَ الورد

ألفُ عينٍ مكحولةٍ بالحسرة ..

تسألُ ضريراً عن مترجّلٍ شقّ سرجَ اليقين

ثمّةَ أبكمَ يترجمّ الصّمتَ في حديثِ

الشّوقِ المتسامي ..!!

غبارٌ في شرنقةِ الذّاكرة .. ينفضهُ الحنين

و عذريّةُ الجّوري يفضّها شوكُ الغياب

أيّ جناحٍ عرّجَ بطيفكَ سدرةَ النّسيان

هيتَ لك صهوةٌ بتول

نداءٌ يصلّي فوقَ وجعِ الياءات

المكلومة بسهمِ  الصّد …

ملحٌ يغسلُ وجهكَ القمحي من

غرورِ الشّمس ..!

عربدتْ ظلالُ الألم تغرغرُ بماءِ العين

جرحٌ في كاحلِ الأملِ ينزّ

و بريقٌ في خواطرِ التّوقِ

ترمّمُ معابرَ الخطوات

حينَ تمسحُ نبوءةَ وجهكَ

بأكفّ النّور .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى