في المسألة التونسية والأخوان وأبي القاسم الشابي
عماد أبو زيد
حاكم واحد مدني وحكومة مدنية وبرلمان مدني مشكل من مختلف الأحزاب ومعبر عن الطيف السياسي الحزبي الوطني المعتدل المعلن وليس الخفي المرتبط بتنظيم عالمي والباعث على خلق كيانات إسلامية متطرفة باستمرار.
هذا طبعا حلم كل شعوب المنطقة. العمل الوطني الصادق ليس في حاجة إلى تنظيم سري وحجرة مظلمة ومرشد وحواريبن وأتباع ومتعاطفين وخلايا نائمة، ومن ثم تحكم في كل مفاصل الدولة، وتنازع سلطات، وحاكم بلا سلطة يضيع بين مطرقة برلمان وسندان حكومة.
ووفقا لنهجهم هذا تبقى تونس مراوحة لمكانها تفقد حلمها، وهم ماينفكون عن التخطيط لتنفيذ أجندتهم بالعلامة الكاملة حين تواتيهم الفرصة في الغد المنتظر.
وليس مهما في حسبانهم شعب يجني الحصرم طيلة عشر سنوات كاملة. في النموذج المصري قالوا: عام واحد فقط من الحكم لا يعبر عن مدى النجاح أو الإخفاق. وهاهي عشر سنوات كاملة تثبت خطأ التقييم لديهم.
الآن يستطيع الشعب التونسي أن يتنفس الصعداء ويبتسم.. ولسان حاله يقول: لسه الأحلام ممكنة، والفسدة واللصوص ليسوا فوق آلقانون.
نعم الشعب دوما فوق السلطة، ومن حق التوانسة اليوم أن يستعيدوا روح أبذ القاسم الشابي المعبر بصدق عن إرادة الشعوب كافة في الحلم بحياة كريمة. وإذا الشعب يوما أراد الحياة.. فلابد أن يستجيب القدر.. ولابد لليل أن ينجلي.. ولابد للقيد أن ينكسر.