سَمــاء (2 )
سليمان دغش | فلسطين
يَمَّمتُ روحي شَطرَ بابِ السِّرِّ قديساً على بوّابَةِ العَدَمِ
المُحاطِ بهالةِ التأويلِ والتّعليلِ، هل في الغَيبِ ما يُفضي
الى عَدَم الهيٍّ نهائيٍّ يُغَلِّفُهُ المَجازُ الدّنيَويُّ برهبَةِ الما بَعدَ بعد الموتِ؟
ثمَّةَ جَنَّةٌ وَجَهَنَّمٌ أم عَودَةٌ بقميصِ آدَمَ مرّةً أُخرى وأُخرى
كيْ تُتِمَّ الروحُ آيَتَها وغايَتَها على مسرى الخُلودِ السَّرمَدِيّ
تُبَدِّلُ القُمصانَ في النُّقصانِ بَحثاً عَن مَحارَتِها الأخيرةِ، سُرَّةِ الكَونِ
التي جمعت ثلاثة أحرُفٍ ق د س ٌتَجلّى اللهُ أوَّل مرّةٍ من فوقِ رَبوَتها وَصَخرَتها
فكانتْ أوّلُ الكلماتِ كُنْ
لَكَ نِعمَةُ الإدراكِ لا الإشراك بعضُ محَبَّتي يا آدم العقليّ
فاذهَبْ في السّلالةِ بالكَثيفِ إلى اللطيفِ
فليسَ طينكَ منكَ الّا الظاهِرُ المرئِيُّ، ثوبكَ في الحياةِ تَبَدُّلاً وَتَجَدُّدا
فدَعِ القَميصَ سحابةً بيضاءَ تَحمِلُها على كَتِفَينِ عارِيَتَينِ أجنِحَةُ النّدى
فالرّوحُ أوسَعُ من قَميصِ الطّينِ تَجنَحُ للعُلُوَّ ولا تُطيقُ الضّيقَ
إنَّ الوَردَ ضاقَ على رَحيقِهِ كُلّما هامَ العبيرُ على الورودِ تورُّداً وَتَمَرُّدا
ضاقَ المَدى
فافتَحْ مَداكَ عَلَيكَ إنَّكَ عائِدٌ إلى مَلَكوتِكَ الأبَدِيِّ ثانِيَةً
فلا تابوتَ يُمكِنُ أن يواري روحَكَ الأولى فَرَوّضها وَعَوّدها
على نَسَقِ المَحَبّةِ والصَّهيلِ الحُرِّ أوسَع من حُدودِ قميصِكَ البالي
سَراباً جانحاً نَحوَ النّهايَةِ والفَنا