قراءة نقدية في قصة الأطفال ” تحدي أسيل ” للمقدسية منصورة التميمي
هدى عثمان أبو غوش
صدرت القصة عن دار العماد للنشر والتّوزيع في مدينة الخليل. والرسومات للفنانة المبدعة منار نعيرات… في هذه القصة أرادت الكاتبة منصورة التميمي أن تلفت القارىء إلى مشاكل النطق عند الأطفال ومدى الأثر السّلبي الذي قد يواجهه الطفل من قبل زملائه تجاههه ،وفي القصة تعاني الطفلة أسيل من مشكلة اللّثغ وهي نطق بعض الحروف كالراء ،الشّين والسّين واستبدالهم بحروف أُخرى؛فيصبح الكلام كالأطفال غير واضح.وقد تمّ حلّ مشكلة أسيل و نجاحها في نطق الحروف بعد توجهها للطبيب ومركز تطور الطفل،وتتفوق في النهاية في مسابقة القراءة بالمدرسة ويتم الاعتذار لها،وقد وصفت الكاتبة حالة الطفلة النفسية من خلال أقوال الطفلة التي كانت شجاعة في البوح بعاطفتها الحزينة ومدى تنمر الأطفال تجاهها.
الفكرة جيدة غير أن الكاتبة أخفقت في نسج خيوط الحبكة بشكل جيد،فتطور أحداث القصة جاء سريعا ولاهثاجدا،وكان السرد تقريريا خاليا من الخيال،التشويق أو عنصر المفاجأة،وغياب السرّد الأدبي الذي يجذبه لكي يؤثر فيه،فالسرد هنا أشبه بالحديث اليومي.كنت أتوقع أن تتحدث الطفلة عن معاناتها في المدرسة كيف كانت تواجه الأذى اللفظي في المدرسة،حال وقوعه.هل كانت تبكي، أم تخفي مشاعرها وهل كانت تشعر بالوحدة في المدرسة،هل أثر ذلك على دراستها حتى الصف الثالث،والغريب في القصة كيف وصلت الطفلة للصف الثالث ولم تنتبه والدتها لحالتها!
هنالك بعض التساؤلات والملاحظات التي راودتني حين قرأت القصة منها:”عادت أسيل إلى المدرسة فاستقبلتها معلمتها”فهل ظلّت أسيل في البيت طوال فترة علاجها للنطق ولم تذهب للمدرسة إلا بعد تحسنها!هل يعقل هذا؟فالعلاج يحتاج إلى وقت طويل.
ظهرت الأم في القصة بلا مسؤولية،فأسيل هي التي بادرت وأخبرت أمها عن المضايقات التي تتعرض لها،ولم تكن الأم هي المبادرة،أو حتى المدرسة،مع العلم أن الطفل منذ الروضة يتم تحويله إلى العلاج من قبل المدرسة، وتوجيه الأهل.
أيضا ظهرت الأم بشكل سلبي فهي لم تحاول أن تفهم طفلتها منذ البداية فردة فعل الأم كان ساذجا وتقليديا،خاصة أن الكاتبة ذكرت في السّرد “في كل صباح يتعالى صوت بكاء أسيل عندما توقظها والدتها وتتوسل أن تبقى في البيت”.تقول بعد عناد الطفلة أسيل لعدم الذهاب للبيت”يجب أن تذهبي للمدرسة”ولم تسألها منذ البداية لماذا لا تريدين الذهاب،ماذا حدث؟
ورد في القصة خطأ فادح”أسيل فتاة في الصف الثالث”والصحيح أسيل طفلة،فالفرق شاسع بين الطفلة والفتاة.
حاءت الأخطاء النحوية منذ السّطر الأول للقصة خاصة في اسم المجرور وغيرها… هناك حشو زائد في إقحام الممرضة في القصة التي جاءت كتمثال لا وظيفة لها سوى أن تصطحب الأم وأسيل إلى غرفة الطبيب،وتطرق الباب… وختاما نتمنى للكاتبة أن تتريث في الكتابة،والانتباه إلى أساليب وعناصر القصة للأطفال وسلامة اللّغة.