عنها وعن سرب الحمام
شعر: سائد ابوعبيد | فلسطين
أُرِيدُ الحَدِيثَ إِلَيكِ
فإنَّ الصَّدى دَاخِلي يَقتَفِيكِ
نَزَعتُ بَقَايَا انْهِدَامِي مَعَ الصَّمتِ
حينَ رَفَعتِ نَشَيدَ تَحِيَّتِكِ النَّرجِسِيَّةْ
لَكَمْ كُنتِ بَاذِخَةً بِالأَهَازِيجِ
أَحتَاجُ مَاءَ الكَلَامِ عَلى شَفَتَيكِ
ويَحتَاجُكِ الشِّعرُ مِثلي
فكُونِي سِقَايَتَهُ فِيْ الحَرِيقِ بِوِسْعِ ذِرَاعَيكِ
فيمَا امتَلَأتِ بِسَبعِ عُيونٍ مِنَ النَّبعِ
تَنصَبُّ مِنكِ عَليكِ
أُرِيدُ الحَدِيثَ إِليكِ
لِأَنَّ العَصَافيرَ فِي وِكْرِهَا تَشتَهِي أَنْ تَكُونَكِ..
سَربُ الحَمَامِ بِرَأسِ البيوتِ يُرِيدُكِ
رُدِّيهِ نَحوَكِ
قَدْ أَجزَعَتهُ الحُرُوبُ ومَا انْشَقَّ عَنكِ
أَنا مِثْلُهَ في الخُلُودِ لدَيكِ
على رَبوَةِ الحُبِّ صَيَّرتِني بالنَّشيدِ البَلِيغِ
فأَمعنتُ بالمُنبِئَاتِ على شَجوِ قِيثَارَةٍ في يَدَيكِ
تَحُثِّينَ شَمعًا بليلِ انْطِفَائِي
فَمَا للنَّوى أِيُّ ضَوءٍ
وليسَ على الضَّوءِ إلَّا رُؤَاكِ
فَمَنْ أَطْفَأَ الهَمْسَ فِيْكِ!
خَوابِيْكِ مَلأَى
أَرَاكِ سَمَاوِيَّةً بِالمَوَاسِمِ
طَيفُكِ أَنقَى
وأَدلُفُ مِنْ جُلَّنَارِكِ في وهجِهِ
أَقشُرُ اللَّيلَ عنِّي وأَرقَى
وأَسعَى إِلى مُقلَتَيكِ وأَعلَى
عَلى رَغوةِ الغَيمِ لَمْلَمْتُ مِنْ أَجلِ عَينَيكِ كُحْلًا مُنَدَّى
فَأَسقُطُ مِنْ تعَبٍ حاذقٍ بالقَصِيدةِ
في مَهدِ رِيشٍ مُضَاءٍ على حَاجِبَيكِ
خَوابِيكِ أَشهَى
خوابيكِ أَحلَى
خوابيكِ مَلأَى ومَلأَى ومَلأَى
فَمِنْ شَهدِ بَسمَتِها أنتشي بالحَياةِ وأَحيَا
تَهادِي كَلَامًا مِنَ المَاءِ
أَو ما اسْتَضَاءَ الخَيالُ بِلَهفَتِنا لِلحَدِيثِ مَعَا
أُحِبُّ الحَدِيثَ إِلَيْكِ