من يستطع إرضاء كل الناس؟

موسى محمد دبيش | اليمن
إن الحكم التى عرفناها وفهمنها وتداولها أسلافنا كثيرة جدا. وهذة الحكم لم يكن هناك أشخاص محددون ومختصون يعكفون على كتابتها من فراغ لمجرد التفكير في كتابتها اطلاقا؛ إنما هي نتاج تجارب البشر، ونتاج عراك طويل مع الحياة واحتكاك مباشر مع أصناف البشر ومن خلال كل ذلك تنتج عصارة تلك التجارب في جملة ويطلق عليها الحكمة يستفيد منها من أراد الاستفادة ومن فهم المغزى من تلك الحكمة.
ومن تلك الحكم (إرضاء الناس غاية لاتدرك)، وكلنا يعرف دلالة هذة الحكمة ومغزاها وهذا ليس محور موضوعنا. إن ما أردت الحديث عنه شيء مغاير لتلك الحكمة التي يتوجب الاستفادة منها لما فيها الكثير من الدروس والعبر، وهو (من يستطع إرضاء كل الناس) هناك نوع من البشر يستطيع أن يرضي كل الناس وهذا النوع لديه أقنعة كثيرة تتلائم مع نفسيات وتفكير واتجاهات، بل وتصل لمعتقدات كل الناس؛ يضع القناع الذي يناسب الشخص المقصود للحصول منه على مراده؛ وتخلى عن تفكيره ومبادئه وقيمه بل واحيانا عن معتقداته وكل مايمت للشخصية المستقلة بذاتها تخلى عن ذلك ليرضي الناس لهدف وهو أن يرضى كل الناس عنه فيحقق أهدافا إما مادية أو اجتماعية أو اي أهداف وضعها لنفسه وأهان كرامته وأهان ذاته ليحقق تلك الأهداف معتقدا أن ذلك (النفاق الاجتماعي) أقرب الطرق وأيسرها وأسرعها للوصول إلى أهدافه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى