حوار عالم الثقافة: الروائي المصري محمود قنديل والليبية ريم العبدلي (وجها لوجه)

له بصمة واضحة في عالم الصحافة والرواية إلى جانب ذلك فهو ناقد أجري العديد من الدراسات والحوارات الصحافية مع كبار النقاد والكتاب، لديه مجموعات قصصية وروايات وهو يرى الصحافة للجميع، والإبداع لمن يريد أن يقرأ فنا أدبيا.. ولكي نتعرف عليه أكثر كان لنا معه هذا الحوار….

س: هل لنا أن تعرفنا بشخصك؟

ج: إنسان بسيط وكاتب مصري من جيل الثمانينيات، ومن مواليد مدينة “بنها” عاصمة إقليم القليوبية، أكتب القصة والرواية والنقد، وأمارس العمل الصحفي. وأيضًا عضو مجلس إدارة اتحاد كتاب مصر، ونادي القصة بالقاهرة، ومدير تحرير مجلة “ضاد” التي يصدرها الاتحاد.

***

س: هل نستطيع القول بأنك صحفي في النهار وقاص في الليل؟

ج: المسألة ليست هكذا، فلا توجد أوقات بعينها لممارسة العمل الصحفي أو كتابة الإبداع، الصحافة عندي يتمثل أغلبها في إجراء الحوارات مع قمم في الأدب والنقد والفكر، فقد قمت بإجراء سلسلة من هذه اللقاءات مع د. جابر عصفور (وزير الثقافة الأسبق)، ومع شيخ النقاد العرب د. صلاح فضل، والأديب والفنان عزالدين نجيب، والراحلين أحمد الشيخ ومفرح كريم، وحجاج أدول، ومحمد إبراهيم أبو سنة، ودكتور علاء عبدالهادي ( رئيس النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر)، ودكتورة هبه عبد العزيز (نائب مدير جريدة الأهرام)، والروائية الكبيرة سلوى بكر، وأمينة زيدان، وغيرهم الكثير.

أما كتابة القصة أو الرواية فهما الأساس، وفي هذا الصدد أصدرت عددًا لا بأس به من المؤلفات منها : سؤال الفتى، تداعيات الخوف القديم، أصداء التراتيل الصامتة (مجموعات قصصية)، وفي الرواية صدر لي: [وأد الأحلام، والنفق، وعفوًا سيدي المحقق، وأجواء المدينة]

***

س: معروف عنكم أنكم تكتبون القصة – بخبرة كبيرة – في الوقت نفسه تمارسون الصحافة باحترافية شديدة، فأيهما ولد قبل الآخر الصحفي أم القاص؟

ج: قد تندهشين حين أذكر لكِ بأن مادفعني إلى الصحافة وبالتحديد إجراء الحوارات هو قراءتي لحوار أجرته صحافية ضحلة مع الراحل العظيم توفيق الحكيم، فقد استفزتني أسئلتها – آنذاك – فقد كانت تسأله عن مواقيت قيامه من النوم صباحًا، وعن نوعية الطعام الذي يتناول الحكيم في وجبة الإفطار، وغيرها من توافه الأسئلة.

تصوري توفيق الحكيم القيمة والقامة (المفكر والأديب وكاتب المسرح) توجه إليه مثل هذه السطحيات، فالمفروض أن تكون الأطروحات حول كتاباته وتجربته ومسيرته الإبداعية عبر أكثر من خمسة عقود.. وقتها قررت البدء في ممارسة العمل الصحفي بإجراء لقاءات جادة وعميقة مع الكبار… لكنى قبل ذلك كنت أكتب القصة وأسعى – جاهدًا – إلى كتابة الرواية، وهو ما تحقق فيما بعد.

***

س: ترى ما أوجه العلاقة بين القصة والصحافة؟

ج: في تصوري أن الصحافة – بشكل عام – ترصد الواقع وتسعى إلى إيجاد حلول لمشكلات مطروحة، ولكن القصة تتناول الواقع بشكل فني، فقد يحذف الأديب وقد يضيف، المهم – في النهاية – هو ما يتطلبه العمل الأدبي وفق بوتقة الكاتب الإبداعية.

***

س: ما مدى تأثير الصحافة على نصوصك الإبداعية؟

ج: لا أعتقد أن هناك تأثيرًا كبيرًا، فلغة الصحافة تختلف عن لغة الإبداع، الصحافة لا تحتفي باللغة فهي بسيطة ومألوفة، بينما لغة القص تحتاج إلى البلاغة الحديثة من صور فنية، وانزياح وإيجاز وجماليات وغيرها… لكنى استفدت بشكل أو بآخر من عالم الصحافة، ففي روايتي “النفق” استدعيت مهنة الصحافة ليمارسها بطل الرواية، وكان لهذا ضرورة فنية، فقد أردت سكب أفكار بعينها على صفحات العمل، ولم يكن ليجوز ذلك بغير وجود بطل يعمل بالصحافة.

***

س: ما رأيكم في استعانة الصحفي ببعض الأدوات الأدبية؟

ج: ينبغي أن يتم ذلك في أضيق الحدود حتى لايحدث التباس لدى القارئ، فمعروف أن قارئ الصحافة يكون من كافة المستويات الثقافية، منها الموظف العادي، وطالب الثانوية والطالب الجامعي والعامل والفلاح، ولكن قارئ الإبداع مختلف فهو يقبل على القراءة متسلحًا بمفهمه وخبرته لهذا النوع من الكتابة… الخلاصة هي أن الصحافة للجميع، بينما الإبداع لمن يريد أن يقرأ فنًا خالصًا فقط.

***

س: هل ثمّة علاقة شخصية تجمعك بنصوصك؟

ج: ليس بمقدور أي كاتب أن ينفصم أو ينفصل عن نصوصه، قد تسقط أحداث من حياته الخاصة على الورق دون إرادة منه، وقد يصوغ ذاته وفق رؤية فنية ما، وقد يستلهم شطرًا بعينه عن مرحلة عاشها وعاصرها، المهم – في كل الأحوال – هو كيفية تحويل الخاص إلى عام، والذاتي إلى موضوعي وفني… لذا فلا نستغرب عندما نقرأ لأديب استلهم شيئًا من حياته أو محيطه.

***

ما القصة التي يمكن لك اختيارها لتمثلك؟

ج: كل ما أكتبه يمثلني، فكل إبداعاتي هي أبناء شرعية لي، ولا يحق لي أن أعترف بواحدة وأتبرأ من الآخرين، سواء أنجزت في كتابة هذا العمل أو أخفقت في كتابة ذاك العمل، ليبقى الحُكم – في النهاية – للذائقة الفنية التي تقرأ وتتلقى.

***

س: هل يمكن فهم وسائل الإعلام في العالم العربي على أنها سلطة رابعة؟

ج: هذا سؤال ذكي أهنئكِ عليه، وأرى – في هذا الصدد – أن عالمنا العربي المبجل يحتاج الكثير ليبقى الإعلام موضوعيًا ومؤثرًا، ولكن مانشاهده – في معظم بقاعنا العربية أن الإعلام يمر بمحنة الديمقراطية، فمن الصعب أن يبث رؤاه بعيدًا عن موافقة السلطة، أو أن يوجه لها انتقادًا، من هنا دار الإعلام في فلك السلطة يؤيدها ويسبح بحمدها ويركع أمام عتاباتها وإلا كان المصير المحتوم هو الفصل والتشريد والحبس لكل من يتجرأ ويخرج عن الحدود التي وضعها الحكام لممارسة العمل الإعلامي… وفي ذلك الإطار تجدين سندة الحُكم يعملون بمقولة : من ليس معنا فهو ضدنا.

***

س: نود كلمة منكم نختم بها حوارنا معكم؟

ج: بالتأكيد ينبغي أن أتوجه بالشكر الجزيل إليكِ لأسئلتكِ العميقة، ومحاورتك الراقية التي أسعدتني كثيرًا وأثلجت صدري. كما ينبغي أن أوجه الشكر الكبير لجريدتنا الغراء لاحتفائها بالأدباء من مختلف أقطارنا العربية دون أن تهتم ببلد على حساب آخر هو أمر نثمنه غاليًا.

منتهى التقدير لكِ ولأسرة تحرير صحيفتنا الرائعة

وأتمنى – دومًا – المزيد من التألق والنجاح بإذن الله تعالى.

………………

على هامش السيرة الذاتية: للتعرف أكثر على القاص المصري محمود قنديل

– محمود رحب علي قنديل ( محمود قنديل ) 72
– قاص .. روائي .. ناقد
– مواليد مدينة بنها عام 1962
– عضو اتحاد كُتَّاب مصر منذ عام 2000
– عضو نادي القصة بالقاهرة
– عضو نادي الأدب المركزي بالقليوبية
– عضو لجنة الفحص بهيئة الكتاب
– مدير تحرير سلسلة النشر الإقليمي بالقليوبية
– قام بتحكيم العديد من المسابقات الأدبية
– محاضر مركزي بالهيئة العامة لقصور الثقافة
– حاصل على دورة الدراما الإذاعية من اتحاد الكُتَّاب

نُشِرَت أعمالة في العديد من المجلات والصحف ، منها :
– إبداع – الثقافة الجديدة – الشعر – ضاد – الأدباء – الرواية – القصة – الأهرام – المساء – القاهرة – مسرحنا .

صـــدر لـــه :
– تداعيات الخوف القديم – قصص – نادي القصة
– أصداء التراتيل الصامتة – قصص – هيئة قصور الثقافة
– وأد الأحلام – رواية – هيئة الكتاب
– قراءة في صفحات الأدب – نقد – جزء أول – هيئة قصور الثقافة
– النفق – رواية – هيئة الكتاب
– قراءة في صفحات الأدب – جزء ثان – هيئة قصور الثقافة
– عفوًا سيدي المحقق – رواية – هيئة الكتاب
– حوارات حول الإبداع – حوارات صحفية – دار العماد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى