هكذا تكلمتُ أنا
عزيز فهمي | كندا
في هذا الصرح الممتد مما لا أدري
إلى ما لا تدرين
أمنحك تاجا من الأسئلة
وعرشا من كويرات المستحيل
أفرش هوس الحلم على طريق النشء
هناك حيث الماء يبحث
في خصيته عن أول الأول
حيث الظلام لم يتخلص
من سواده
فأذرف نجوما
ابتسم للبدر
هناك حيث الطين نطق
جف في رحم الصحراء وترمل
المسافات التي نشيدها سهوا
تنادي الحاضر والغد
لا يلبي نداءها سوى الأمس
الذي يتشبث بذيل الريح
لذا تتوجع حنجرة الغياب
في مخاض الكون
يعلق الحضور هندامه أمام المطلق
ويصرخ
لاشيء أوضح
من جزء لا يتجزأ
ومن كُلٍّ صاغ هويته
في ظله
يَثْقُل القولُ دائما
عندما تمتلئ شرايينه بالحقيقة
وشفاهه بالضياء
فلا تشوب معطفه أزرار الشك
وحين تمتلئ جيوبه بحيرة التأويل
تسبح المجرات
في فلك الأمر
لذا كوني تذكرة الذهاب
إلى مشتل الأسماء
كوني سفر الإياب
إلى خيمة الصبر
سنولد من جديد على نغم الألم
كما يولد النهر
من دمعة غيمة شاردة
في بيدر الكون..