الوجه الآخر للشاعر.. تقنية صيد القلوب المكسورة

أماني الحسين| سوريا

هل ينفصل الشعر عن الأخلاق؟ وهل يصبح الوجه اللا أخلاقي الأكثر انتشاراً، ولكن بشكل سري؟

أصبح الشعر بنسبة ليست بالقليلة، أداة تسويق بشكلها الأنيق ووسيلة صيد ذكية مبطنة بالحب خاصة من خلف الشاشة الزرقاء، وأكثرهم خطورة ممن يمتلك مكانة محترمة وما يرافقها من بريستيج اجتماعي، تمهد الطريق، وتحميه من تردد القبول لدى الآخر وما يمتلك من قوة وأيد خفية للضرب والتهديد بها، فيما بعد، (ولاسيما أننا نخضع باللاوعي لتلك المعايير المجتمعية على الرغم من قصصهم المعروفة وغض النظر عنها مرغمين)…

وهل ينقص النساء العربيات وجعاً وذلاً وحزناً في ظل الحرب المجتمعية وقوانينها الخانقة لتأتيهم ضربة الشعراء المؤلمة؟

وهل المناجاة – للأسف – وطلب الغفران بعد الاستيقاظ سيمحو آثار هذه الندب التي سببها إجرام الكلمات؟

وهل ستبقى العقد النفسية هي الحجة المشروعة والعذر السهل لهم لاستخدام الشعر في تقنية الصيد (صيد القلوب المكسورة)؟

هي ظاهرة وما أكثرها… وما نتج عنها من حالات موجعة صامتة لا تُذكر لعدم تقبل المجتمع لمثل هذه المصائب..

وهل سنعي يوماً ما، حجم الضرر النفسي والروحي والعنف الذي سيمارس على أنفسنا من قبلنا جراء الندم واللوم والانجرار وراء موسيقاها الجميلة، في مجتمع لا يؤمن في وجع الروح والفراغ الذي يحبسها وحاجة المرء لهذه الكلمة.

حالة الانفصام التي تتولد بعد نسف وإغلاق باب الخيال الجميل وإشباع الروح ليست بالأمر السهل، أن يعيش المرء بغربة في وسط الجميع في حالة الكتمان التي تضيق ذرعاً للبوح بها.

إن تقلّب الشاعر من شخص يتمتع بالإنسانية ورسالته الأخلاقية إلى شخص مجرم زئبقي يمسك حبال هذه الجريمة بخبث وحشي، ليبقى محافظاً على قيمته، تاركاً خلفه أشلاء ضحية ذنبها أنها صدقت وأخلصت ومنحته كل شيء. وخوفها من فضيحة لا حل لها إلا القتل.

شواهد كثيرة لا تحتاج للبحث عنها.. فقط أنظر بتمعّن وراقب تصرفات أصبحت غريبة، فقدت التوازن، وأحاديث مرتبكة تنتظر رحمة الانتباه والاهتمام، وصراع بين البوح عنها وكشف هذه الفضيحة أو البقاء تحت غطاء الستر والقبول بالابتزاز والكتمان.

وهنا أقول الرسالة الأخلاقية لا تنفصل عن حاملها. والسلام على محققيها.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. الشعر الحقيقي عاطفة معتقة ومضمخة بحروف عابقة بالوجدان ، ومعمدة بالوجع ،ولذلك تنقر الكلمات العابقة بالتجربة، وتدخل القلوب والاحاسيس وتبقى .
    اما عن صيد القلوب ، فقد اصبحت لدى البعض مجرد بذخ منافق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى