الحياة سلم من الغربة

المينا علي حسن | العراق

 

حين اقترب شهر ميلادي عادت بيَّ الذاكرة إلى حيث ذكريات الطفولة الطازجة إلى (سبيستون) الّتي في كلّ فاصل إعلاني تقول: عدنا إلى شباب المستقبل.

انا الآن مِنْ شباب المستقبل يا (سبيستون) كبرت، وعرفت أن مواقف الأصدقاء ليس كعهد الأصدقاء وتصرفاتهم البطولية لبعضهم أنا الآن مِنْ شباب المستقبل وعرفت أن جميع الفتيات (سالي) بعد فقدان والدُهنَّ، كنت طفلة عنيدة لا تنهي واجباتها المدرسية بسرور، ويسر لكن مع ذلك كنت نهمة ووالدي يفتخران بعلاماتي الجيدة الّتي أحصل عليها في كلّ اختبار

اشتقت إلى أيامك يا (سبيستون) اشتقت أن نتشاجر أنا، وإخوتي على جهاز تحكم التلفاز كان الذي يمسك هذا الجهاز وكأنه يجلس في بلاط ملكي، وكنت دوماً أحصل على جهاز التحكم وينظرون لي إخوتي بنظرات الغضب ويصرخون كيف هيَ بابا بابا، وسأخبركِ يا (سبيستون) بأمر مضحك.. كنت أتأثر، وبكي مع كلّ قصة.. أتذكر ذات يوم في مثل هذا الشهر وهذا الطقس كان ممطراً عدت من المدرسة والأبواب والنوافذ مؤصدة وأمي، وأبي خارج المنزل تجمد جسدي من البرد، وقمت بجلب حصاتان وقمت بحكهما مع بعض على أمل أن تخرج نيران وأتدفأ بها؛ لكن لم تشتعل مثلما شاهدت في سبيستون.

 كلما أتذكر تلك الأحداث تخرج الطفلة التي بداخلي، وتقول: يا شابة المستقبل أنتِ الآن تدرسين علم العقاقير يمكنكِ أن تصنعي عِقارا يعود بكِ إلى الطفولة فيتوقف الزمن ويصبح شعورا متجمدا بصورة معلقة في زاوية المنزل آه .

كلما عدت إلى غرف المنزل أشعر بوخزة تكاد توقف قلبي لم يعد كل شيء مثل السابق، أتذكر في الثامنة من عمري في ذكرى حفل زواج أمي وأبي نضطرب نحن مع أبي من أجل أن نقدم هدية لأمي؛ أما الآن لم يعد يتذكر أحدهما هذه المناسبة التي من المفترض تكون سعيدة قبل أن يأتي عامي الجديد أود أن تحقق الطفلة التي بداخلي بذلك العقار لأعود من غربة الحياة والوقت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى