حنظلة
يحيى بهجت مرهج | سوريا
تضع يديك خلف ظهرك
ومسرعا تمشي مشي العجائز
ونحن نهرول إليك هاربين
فلابهرولتنا إليك اقتربنا منك
ولابهروبنا ابتعدنا عنك
أيها المسافر فينا من أين لك الحكمة
وأنت الطفل الذي لايكبر
وأي مدرسة أعطتك كل العلوم
وأنت لم تبلغ الحلم بعد
نحارب بالسيف والرمح والمنجنيق
في زمن الورد والرسائل الإلكترونية
ونطلق النار على أحلامنا
ونعود القهقرى
نحو التوحش والحرب الغبية
ياحنظلة لقد ظننا أنك بعد رحيل أبيك
وأعمامك قد تيتمت
وإذ بنا نحن وآباؤنا وأمهاتنا وأجدادنا وجداتنا وأعمامنا وأخوالنا وعشيرتنا كلنا كلنا يتامى مهزومون هاربون
الأرض علينا ضيقة
والأوطان صحارى وحدائق محترقة
من أين كل هذا الثبات وكل تلك الثقة
تسير الهوينى من غير سيف ولارمح ولاعصى
ومن غير أن تغادر أوراق أبيك
وتخوض حروبك منتصرا وحيدا
ونحن المدججين بكل أنواع الأسلحة
نمضي قطعانا مهزومين ومقهورين
نشيخ من غير حكمة
ونسير من غير هدى
ونصل إلى حيث لا نريد
كان أبوك قد أخبرنا أن موعدنا في البعيد
طويل طريقنا
وكما قال عمك محمود في رثاء عمك معين
كم مرة ستموت
كم لغة ستخطئ كي تصل
خرج الطريق على الطريق تشعبت خطواتنا
ياحنظلة أيها الحكيم الواثق الصادق المنتصر
نسألك نحن التائهين الهاربين من الحرب والسلم
أعطنا شيئا من الحكمة
فمن يؤت الحكمة
فقد أوتي خيرا كثيرا