قَفَص الأروَاح

موزة المعمرية | سلطنة عُمان

“النعش” لطالما كانت هذه الكلمة تعني حامل الجُثمان، أو هو سرير الميت، ولكن يتبادر في الذهن أحيانًا عن ماهية الشيء الذي يقود المرء لذاك السرير الأبدي والذي لن يقوم منه الجسد بعدما يُوضع فيه مُطلقًا, تتعدد الحوادث والأمور التي تقود لمُعانقة الجسد للنعش, منها ما يكون سببه حادث اصطدام, تحطم, قتل, سكتة قلبية, مرض عضال, فيروس, كلمة فيروس تستوقفني ها هُنا لأن جامع الموت للذات البشرية استفحل فيها وبدأ يجمع ما لذ له وطاب ويملأ قفص الأرواح خاصته دون هَوَادة, ولكن دعونا نتوقف قليلاً عند مُعانقة هذا الفيروس الغريب لتلك الأجساد التعددية الطوائف, والأشكال, والأجناس, واللغات, والألوان, والأوطان وتربتها, كيف استطاع هذا الكائن البسيط والذي هو أصغر بكثير من هذا الجسد البشري والذي لا يُرى من أن يقضي على معظمنا بطرفة عين؟! والأدهى والأمر في أن من خلق هذا الشيء هو ذات بشرية! يَا لسُخرية القدر! بل يا لسخرية البشر! يصنعون ما يعلمون ليعجزوا عن فك طلاسم وإيقاف وقتل ما صنعوا! لماذا؟! بل السؤال الأصح هو ما سبب صنع هذا الداء؟ ولماذا تأتي ذات بشرية أخرى لتصنع لذاك الداء دواء؟! نحن لسنا بسُذَّج كي لا نُدرك حقيقة الأمر العظيم كما أدركنا حقيقة الانفجار العظيم مُسبقاً, لا بل أدركه العالم بأسره, ولكن لماذا نقود أنفسنا وتقودنا سذاجتنا لشراء لقاح من آخرون نحن نعلم بأنهم يقومون باللعب بنا كأحجار النرد بل ربما كأحجار الشطرنج, وبذلك نبقى في دوامة أفعواناتهم التي لن تتوقف عن الدوران بنا لأنهم من يُحركونها لا نحن, ولأننا سمحنا لهم بتحريكنا بالأفعوانات حتى أُصبنا بالدوار وعجزنا حتى عن التحرك بسببه فبقينا واقفون في ذات النقطة التي لن تحركنا ساكنين, أغلقوا أعينكم قليلاً وتخيلوا معي بأننا أصحاب القلم في هذه القصة التي لن تنتهي إلا بكتابتهم هم للنهاية, ماذا لو كنا نحن المسيطرون؟ هل كنا سنخلق هذا الفيروس؟

هل كنا سنتسبب بدمار البشرية؟

هل لنا الحق أصلاً بفعل ذلك؟

سؤال يستحق الإجابة بالفعل, لو كنا مكانهم هل كنا سنفعل ما فعلوا أو يفعلون؟!

من يستطع أن يجيب عن هذا السؤال فليفعل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى