علاج الإصابات الفيروسية بخداع الفيروس

أ.د/ أحمد علي دنقل | أستاذ الوراثة الجزيئية

كيف يتم خداع الفيروس؟

في بعض الدراسات الحديثة تمكن العلماء من إستخدام ما يسمى بـ Nucleoside analogue  أي شبيه النيكلوسيد . النيكلوسيد هي في الأصل نيكليوتيدة Nucleotides غير مكتملة اي ينقصها ذرة الفوسفور والنيكليوتيدات الاربعة هي مكونات المادة الوراثة سواء كانت من DNA وهي الادنين والجوانين والسيتوسين والثايمين وتختصر الى الحروف الأربعة(A, G,C, T)  او RNA والتي يستبدل فيها الثايمين باليوراسيل (U) . وقبل أن تتكون اي خلية جديدة أي انقسامها الى خليتين جديدتين لابد أن يسبقها تضاعف للمادة الوراثية الممثلة في شريط  ال DNA ، اي يتم نسخه  بنسخة جديدة طبق الاصل  من شريط الد ن ا الأصلي الموجود في الخلية  بعملية اشبه بعملية النسخ في ماكينات التصوير.  ليصبح في الخلية الجديدة شريط يحمل نفس الجينات ومكوناته هي النيكلوتيدات الاربعة سابقة الذكر. والنيكليوتيدات الاربع مصدرها الاساسي هي الغذاء الذي نأكله ويهضم ويتم امتصاصه مع الغذاء المهضوم في الامعاء ويتم توزيعه عبر الدم الى جميع خلايا الجسم لاستخدامه في تكوين خلايا جديدة او اي عمليات حيوية اخرى.

ويجدر بنا ان نذكر ان المادة الوراثية للفيروس عندما تصيب الخلية تسيطر عليها تماما وتسخرها لتكوين نسخ فيروسيه طبق الاصل من الفيروس الاصلي الذي هاجم خلية العائل وتستغل النيكليوتيدات الموجودة في الخلية وتستغل انزيمات النسخ الموجودة في خلية العائل التي تعمل على نسخ المادة الوراثية سواء كانت DNA  او RNA .

ولكن كيف يتم خداع الخلية والفيروس معا لكي تتوقف عملية تناسخ وتضاعف الفيروسات ويتم الشفاء من تلك الفيروسات

 بدايةً نشأت هذه الفكرة من اسلوب علاج الاورام الكيماوي المبني على ايقاف تضاعف المادة الوراثية وبالتالي ايقاف تضاعف الخلايا المكونة للاورام الخبيثة.  استغل العلماء ذات الفكرة بحقن شبيه النيكلوسيد Nucleoside analogue منقوص التركيب في المرضى المصابين بالفيروس بحيث أن عندما تبدء الخلية في تنفيذ اوامر الفيروس بالتضاعف ويبدء DNA في التناسخ لكي تتكون الفيروسات الجديدة. يحدث يتوقف مفاجئ لتكوين الفيروسات لأن شبيه النيكلوسيد غير المكتمل الذي تواجد في داخل خلية العائل تدخل في تكوين جينوم الفيروس واوقف نمو سلسلة الد ن ا لأنه منقوص التكوين وبهذه الطريقة يتم خداع الخليه الحية أثناء بناء الفيروس عن طريق وضع النيكليوتيدات التي لا يمكن البناء عليها وبذلك تتوقف عمليه تضاعف الفيروس بمجرد ان تبدء، وهذه الطريقة نجحت في علاج الأصابات بالفيروس الكبدي B و C والايدز. وإن كانت لها مضاعفات يمكن ان يقال انها مؤقته شأنها شأن العلاج الكيماوي في الأورام حيث أن هذه الطريقه تؤثر على بناء الحمض النووي في الميتوكوندريا لخليه العائل “الانسان” الذي ينظم عملية التنفس الداخلي وايضا يؤدي إلى بعض المشاكل مثل التأثير على نخاع العظام وتؤدي الى نقص في كرات الدم والصفائح الدموية وكما ايضا يمكن ان تؤثر على الخصوبة وكل انواع الخلايا التي تنقسم باستمرار ولكن ذلك يتوقف بعد انتهاء العلاج وتعود الأمور الى طبيعتها.

ما ذكرناه سابقا هى الإستراتيجيات التي تعتمد على أساسيات علوم البيولوجيا والبيولوجيا الجزيئيه وهي التي تتم خلالها أبحاث مقامة الفيروسات بشكل أساسي، رغم الصعوبات التي تقايلها في تطبيقها. سنواصل الحديث عن استراتيجيات الحديثة في علاج الفيروسات من خلال المقالات القادمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى