سوالف حريم.. فشخرة

حلوة زحايكة | القدس العربية المحتلة – فلسطين

ومن الأمور غير المقبولة لكنّها سائدة مع – الأسف – هو المبالغة في قِرى الأعراس، فالبعض يفاخر بأنه ذبح في حفل زفاف ابنه خمسين ذبيحة أو يزيد، ويقدّمون مناسف الثريد الذي يعلوه الأرز واللحوم بمبالغة زائدة، وتمتلئ حاويات القمامة بهذه الخيرات، في حين هناك من هم بحاجة الى تذوق طعم اللحوم، لأنّهم لا يقوون على شرائها، لكن اللافت أن بعض الكادحين في محاولة منهم لمجاراة الموسرين يستدينون الذّبائح ويستمرّون سنوات في تسديد ثمنها.

ومن اللافت أيضا أن هناك من يبالغ في مهر ابنته وفي مصاغها، فالبعض يطلب خمسماية غرام ذهب أو يزيد مصاغا لابنته، ويطلب كسوة تزيد على الألفي دولار، ونحن نعرف أن ثمن الذهب مرتفع جدا، فالغرام الواحد يزيد ثمنه على الخمسين دولارا، وبما أن الرّاغبين في الزّواج من الشباب الذين دخلوا سوق العمل حديثا، فان المبالغ المطلوبة منهم فوق قدراتهم المالية، ويصبحون أمام خيارين أحلاهما مرّ، وهو الاستدانة من الآخرين أو العزوف عن الزواج، وهذه واحدة من أسباب العنوسة المنتشرة بين الذّكور والاناث، ولماذا لا نلتزم بتعليمات رسولنا صلى الله عليه وسلم وهو قدوة لنا بقوله للنّساء”أقلّكنّ مهرا أكثركنّ بركة” فهل نهرب من”البركة والسّتر” الى العنوسة وما يترتب عليها من سلبيات؟ وهل يعي الآباء أن مديونية صهرهم وزوج ابنتهم ستكون له مردودات سلبية تؤثر على حياة ابنتهم بعد زواجها؟ وماذا يستفيد الآباء من ذلك؟ والمبالغة في قِرى الأعراس أيضا يمكن الاستغناء عنها. لقد سمعت من جيل الآباء والأّمّهات أن قرى أعراسهم لم يزد عن ذبيحة واحدة أو ذبيحتين. وأن مصاغ العروس لم يكن يتجاوز المائة دينار- طبعا الذّهب كان رخيصا- ومع ذلك فإنّ المصاغ لم يكن يتجاوز المئة غرام، فهل تطوّر حياتنا المعاصرة يتساوق مع هزائمنا المتلاحقة؟ وهل الهزائم وصلت الى حياتنا الخاصّة.

وهنا لا بدّ من التنويه بالدّور الإيجابي الذي يؤديه بعض الآباء المتعلمين والمثقفين، والذين لا يشترطون شيئا على من يرتضون مصاهرته. ويزوّجون بناتهم بمهر مقدّمه دينار واحد ومثله المهر المؤجّل، بل ويساهمون في توفير ما تطلبه بناتهم حسب قدراتهم المالية. فهل نقتدي بهؤلاء أيضا؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى