الْخـالِدَة.. أنفاس الشعـر ( على بحر الكامل )
عبد الصمد الصغير | تطوان – المغرب
يـا شِعْـرُ فيكَ تَبَصُّـري وَ تَكَـلُّمِـي
وَ تَـقَـرُّبي مِـنْ خـالِـقٍ وَ تَحَـرُّمِي
///
وَ خَـلـيـلَةٍ بِـقُـدومِـها تَـحْـتَلُّـنِـي
قَـدْ فـاحَ عِطْـرُ لِـقائِـها لِتَـنَسُّـمِي
///
كَـقَـصيـدَة بِحُـرُوفِـها وَ فُـؤادِهـا
قَبْلَ الْبُلُـوغِ إِلَـيَّ تَنْـمُـو في دَمِـي
///
أَيْنَ الْخَـليلَةُ وَ الْحَنيـنُ وَ لَـوْعَتي
تِلْكَ الصِّفاتُ أَشـوفُـها في مُعْـدِمِ
///
كَمْ عـاشِقٍ صَمْتـاً يَجيءُ بِوَجْـدِهِ
مِثْـلَ النَّـسيـمِ مُـلاطِفـاً لَـمْ يَـلْثُـمِ
///
كُـلّي شِعـابٌ قَدْ سَلَـكْتُ طَريقَـها
أَخْـشى ضَـياعَ دَلـيلِـها فَتَـقَـدَّمِي
///
هُــبّـي إِلَــيَّ بِـلَــوْعَــةٍ وَ بِـقُــوَّةٍ
عُـودي وَ قَلْبَـكِ بِالصِّفـاتِ لِتَنْعَمِي
///
إِنّـي أَراكِ كَـــغَـيْـمَـةٍ وَ سَـحــابَـةٍ
صُبّي بِهَـطْلِـكِ يا سَمـاءُ وَ غَمِّـمِي
///
لا تَتْـرُكِيـني لِلْـفَـراغِ وَ وَحْـدَتـي
إِنّي أَخـافُ بَوارَ وَجْدِكِ في دَمِي
///
كُـلُِّـي هَـمـا بِـكِ فُــرْقَـةً وَ تَــقَـرُّباً
فَـتَـهَـيَّـئي لـي دَوْلَــةً وَ تَحَـكَّـمِي
///
مِنْ أَيْنَ قَلْبُكِ قَدْ سَفَكْتِ مَشاعِري
كَيْ تَنْعَـمي مِـنْ بَعْدِهـا كَيْ تَـأْثَمِي
///
وَ أَرَدْتُ رَدَّ الْحُـبِّ بَـعْـدَ ضَـيـاعِـهِ
وَ لَمَحْتُ وَجْدي فيكِ بَيْتَ الْأَرْقَمِ
///
هَـلْ خـالِـقي نَـذَرَ الصَّـفِيَّ مُـتَيَّـماً
خَـلْفَ الدُّمُـوعِ مَـذاقُُـها كَـالْـعَلْـقَمِ
///
قَـلْـبي هَـفـا لَـكِ لَـوْعَـةً وَ تَـوَدُّداً
فَتَـوَسَّـعِي في أَرْضِـهِ كَـيْ تَنْعَـمِي
///
وَ تَـوَثُّـبٍ عِـنْـدَ الْـوِصـالِ يَــرُدُّنِـي
دَوْمـاً لِحَلْـقي كَالْحِصـانِ الْمُـلْجَمِ
///
أَطْلِقْ عِنـانَـكَ لِلْـقَصيـدَةِ وَ الْهَـوَى
فَـهَـواكَ فـيـهِ تَبَـصُّـري وَ تَكَـلُّـمِي
///
هَلْ بـاتَ لَيْـلي في سُهـادِي قـانِتـاً
يَحْـتَـلُّني عِنْـدَ الـتُّـقى وَ تَـحَـرُّمِي
///
جَمْـراً هَـوَتْ عَيْنـاكِ فَوْقَ صَبـابَتِي
فَـتَـلَـقَّـفي مِنْ لَـوْعَـتي وَ جَـهَنَّـمِي
///
كُـوني أَمـامِـي حَيْـثُمـا بـانَ الْهَـوَى
كَـحَقيـقَـةٍ إِنْ عِـشْتِـهـا لَـنْ تَنْـدَمِـي
///
عُمْري يُعاني فَانْظُـري كَيْفَ اكْتَـوَى
حُبّـاً سَـيُـرْسِـلُ لِلْـمَـقـابِـرِ أَعْـظُـمِـي
///
مـا بُحْـتُ سِـرِّي فـي لِقـاكِ وَ لا رَأَتْ
عَيْـني إِلى وَجْـهٍ لِـغَـيْـرِكِ فَـاعْـلَمِي
///
مُــدِّي بِـســاطـاً مِـنْ هَــواكِ فَـإِنَّـهُ
أَزِفَ الْـحَـيــاةَ بِـفُــرْقَـةٍ وَ تَـشَـرْذُمِ
///
وَ تَمَـلَّكَـتْـني الْأُمْـنِـيـاتُ وَ لَـمْ أَبُــحْ
وَجدَ الْحَبيـبِ وَ فِيهِ قَـلْبي يَحْتَـمِي
///
فِيـنا الْـحَبيـبةُ وَ الْحَبيـبُ وَ قِصَّـةٌ
تُـرْوَى عَـلى صَـحْـبٍ سَـليـبٍ أَكْـثَـمِ
///
وَصَـلَ الـنِّـداءُ لِـغَـيْـرِهـا فـي بَــثِّـهِ
يُـلْـقـي بَـيـانَ فُــؤادِيَ الْـمُـتَـظَلِّـمِ
///
وَ رَأَيْـتُني سَيْـرَ الـرَّبيـعِ إِلـى الـرُّبَى
وَقْتَ الْخَريفِ كَما الْمَصيفُ بِمَنْسَمي
///
مـا كُـنْـتِ عــائِـدَةً إِلَــيَّ … وَ إِنَّـمـا
بُعْـدٌ رَمـاكِ أَلُـوكُ شَـوْقَـهُ في فَـمِـي
///
صِرْتِ الْقَصيدَةَ فَارْقُصي يا حُلْوَتي
وَ مِـنَ الْقَـصيـدِ وَ مُـلْـقِهِ فَـتَنَـعَّـمِي
///
شِـعْـري يَـطيـرُ إِلَيْـكِ رِحْـلَـةَ طـائِرٍ
يَرْجو الْحَقيـقَةَ مِنْ سَمـاً لَمْ تُـعْـدَمِ
///
سَـأَبُثُّ في أَمَـلي الضِّـياءَ لِـتَهْـدَئي
وَقْـتاً يَعـودُ إِلى الْـحَيـاةِ لِتُـرْحَـمِي
///
لَوْ تَسْمَـعي نَبْضي لَكُـنْتِ قَصيدَتي
وَ لَـدُمْـتِ خـالِـدَةً بِـشِعْري تُعْـلَمي
///
تِـلْكَ الطَّـريـقُ مَعـابِري في عـاشِقٍ
تَـعِـباً بِصَـدْري وَ الـضَّميـرِ الْمُـبْهَـمِ
///
عَـبَثَـتْ بِقِـصَّـتِنا الظُّنونُ وَ فُـرْقَـةٌ
يَسْتَقْوِها حَسِـدٌ يَـشي في مَغْـرَمِي
///
رُوحـي إِذا لَـبَّتْ خِـداعَـكِ مـا رَأَتْ
أَنْ قَـدْ تَمَـسَّكَـتِ الْـحَـيـاةَ بِـمَرْهَـمِ
///
مَنْ ذا الَّذي سَلَبَ الْعُيونَ رُمُـوشَها
حَـتّى الْـوِثاقُ خُيـوطُهُ لَـمْ تَـسْلَـمِ
///
وَ تَبِـعْتُ أَوْرِدَتِـي وَصَلْتُ بِهـا إِلى
قَلْبِي ، وَشِعْرٍ قَدْ سَمِعْتِ ، فَسَلِّمِي