مهاجر
مروان عياش | سوريا
حين يرميكَ القهرُ
لفضاءٍ مخنوقْ
محكوماً بالكذب
والرفضِ و العزلْ
تهربُ منك
وتبحث عنك
مرميٌ منفيٌ مهملْ
كحرفِ علةٍ
مسكوناً بالخوف و الآه
حين تتركُ أُماً بوادٍ لا زرع فيه
تسعى بين الحدود. ..
وفوق اللامعقول
حين تكون حريتكَ من ورقٍ
و دربك مرسومٌ بين القبور
حين تَعلقُ طفولتُك على شريط من شوك
ولا تجدُ في البحر سواك
فأنت تهاجرُ إلى جرحك ….و لا تغادرْ
تحملُ بركانك في عينيك
و يشقكَ البحرُ إلى نصفين
نصفٌ في الأرض
ونصفٌ في السماء
جسدٌ في تلك الأرض العالية
وحطامُ روحك يبحث عنك …
وحدك ستقفُ……
مقيداً مع الريح ..
كشراعٍ مسفوح
يتفلتُ من قيد الرحلة
وحدك ستشربُ هذا البحر المالح
كي تعثرَ على حريةٍ ما
وستكون لكَ قِبلةً فوقَ كل سفينة
تحجُ إليها…. ضياعاتك
وتكون لك بلدان بائسة
لا ترابَ فيها
وجوهٌ لا نهايةَ لملامحها
وحدك…
ستحمل وطناً على الأكتاف
كطفلٍ فوقَ ذراع أمه. .
وسيندملُ ماضيك.. جرحاً في صخر
ولن يفهمَ أحدٌ معناك
سيحملُ هذا النورس سركَ للأبد .
وسترجعُ إلينا قصةً
تناقلتها الأيام.