طبع الرسائل الجامعية بين الواقع والمأمول
أحمد محمد عبيد | كاتب وباحث
مئات الرسائل الجامعية التي تناقش يوميا في مختلف التخصصات خاصة الأنسانية منها ، هل تطبع كلها أم ما يطبع منها نزر قليل فقط ؟
هل كل رسالة تستحق الطبع مهما كانت رصينة ؟
والفرق بين التي تُنال من أجل الدرجة أو من أجل النشر ؟
مئات الرسائل التي تناقش يوميا في مختلف التخصصات يهمنا رسائل العلوم الإنسانية منها ، وآلاف الرسائل التي تناقش سنويا ، نتساءل عن مقدار ما يطبع منها قياسًا إلى الكم الكبير الذي تمت مناقشته ،وهذا يعود إلى عدة عوامل سوف نناقشها .
تنقسم الرسائل المناقَشة أقسامًا ثلاثة:قسم رصين يستحق الطبع لجدته وشموليته وموضوعه المبتكر وقدرة الباحث عن على عرض الفكرة والنتائج مثل مصادر الشعر الجاهلي لناصر الدين الأسد.
وقسم رصين لكنه يختص بجزئيات عميقة دون توسع،بعضها يطبع وبعضها لا يطبع كرسائل الدراسات العربية في الغرب .
ومن الرسائل الجيدة التي لم تطبع رسائل الماجستير لرواد الدراسات اللغوية العرب ،نوقشت في الغرب،عن لهجات المدن العربية كالقاهرة والكرنك وعدن وغيرها،لم يطبع منها مبكرا إلا رسالة عبدالعال مكرم عن لهجة تطوان لأنها نوقشت في جامعة عربية.
والنوع الثالث رسائل الموضوعات المكررة دون جديد ،في الجامعات التجارية والجامعات التي تفتقر إلى الأساتذة أصحاب الخبرة.
معوقات نشر الرسائل الجامعية:
1الكم المناقش من الرسائل أكبر بكثير من قدرة المؤسسات الثقافية ودور النشر على طباعته كله .
2الانتقاء الذي تقوم به المؤسسات الثقافية يهمل رسائل أخرى جادة مكررة لكنها عميقة،والاهتمام بمواضيع معينة أكثر من غيرها.
3افتقار دور النشر الخاصة إلى ميزانيات ضخمة تسمح لهم بنشر مجموعات كبيرة من الرسائل.
4تحميل صاحب الرسالة كلفة طباعتها لدى الدور الخاصة أدى إلى عدم ظهور رسائل هامة لايجد أصحابها قوت يومهم فكيف بطباعة رسائلهم.
5السيطرة الذكورية على حقل النشر للباحثين أكثر من الباحثات لعدم تمكن الباحثات من الوصول إلى دور النشر الرسمية والخاصة وقلة العلاقات الثقافية لهن لأسباب عديدة أضر بعدم نشر نشر رسائل هامة لباحثات نابهات من طراز رفيق وعمق علمي رصين ،كما أن هذه الباحثة قد تكون زوجة اكتفى زوجها بما وصلت إليه ،متفضلاً بالسماح لها بإكمال دراستها،ثم تركت كل ذلك دون أن تكمل مشوارها العلمي بعد نيل الرسالة وعدم اهتمامه بمساعدته على طباعتها .
6افتقار المؤسسات ودور النشر للخبير الكشاف المختص الذي يجيد التقاط الرسالة الهامة ويميزها عن غيرها كما يميز تاجر الجواهر جوهرة عن أخرى.
7غياب مفهوم الاستقطاب لدى دور النشر ،فالدار الخبيرة تعرض على الباحث نشر رسالته الرصينة قبل أن يلتقطها غيرها وقبل أن يعرضها هو أو يهملها .