إيروتيكا (+18 ).. في الفرق ببن الكاتب الجاد والعاهر

خالد الأسود | أديب وروائي تونسي

 

تحذير: هذا النص  ممنوع على من سنه أقل من ثمانية عشر سنة

في بداية تسعينات القرن الماضي ظهرت على الرواية التونسية أعراض الكتابات العاهرة خصوصا بعد تحالف شق سياسي مع النظام ضد شق سياسي آخر.

وظن البعض أن مثل تلك الكتابات يمكنها أن تفتح طريقا باتجاه المدنية والحداثة. ويمعن بعضهم في تكثيف المشاهد الجنسية وذكر الأعضاء بنفس تسميتها الشائعة بين الناس كمظهر من الواقعية. علما أنه من باب حرية التعبير يمكن إيراد مثل تلك المشاهد شرط أن تكون موظفة لخدمة مقاصد الرواية وتلك سمة الكاتب الجاد. اما أن تكون تلك المشاهد مجانية فتلك علامة الكاتب العاهر الذي لا غاية له إلا العهر ونشر الرذيلة.

ولتوضيح ذلك إليكم هذا المقطع الروائي من رواية جديدة ما زلت بصدد كتابتها. فللتعبير عن حالة التنمر ضد مهاجر عربي في باريس لم أجد سبيلا أقوى للتعبير إلا مشهدا ساخنا يأتي من عجوز فرنسية فانية. وهنا المفارقة: أن تأتي الفحولة من الغرب تنمّرًا على مهاجر لا حول له و لا قوة:

“… العجوز تنتصب قبالتي فجأة … يتطاير شعر رأسها في كل الاتجاهات. تقف شعرات حاجبيها وتزداد طولا حتى تكاد تغطي عينيها المكرمشتين. ثم ينبت لها شارب حاد الانتصاب من الجهتين. . تخرج ثدييها فيتدحرجان إلى أسفل في طول خرافي حد العانة. و بين الفخذين الأعجفين ينبت لها شيء كشيء الرجال يتمدد باتجاهي كأنها تنوي اغتصابي على مرأى من أعين الناس في وضح النهار.

تقدمت باتجاهي… أحسست بالقشعريرة تسري في كامل بدني؛ بالخوف يكبلني ويقعدني عن الحركة والابتعاد.

اقتربت مني. باعدت بين ساقيها. وتمدد شيؤها باتجاهي. حتى ثدياها المتدحرجان تمددا قرب وجهي. أسنانها السوداء المخللة بالزبد تصطك رغبة في القضم والنهش. رأيت الشعر ينبت في ساعديها و تتقلص ترهلات جسدها. تنشفط لتصبح في لمح العين عضلات مفتولة. تشرع يدها الى أعلى. ترغي و تزبد في غضب جنوني جامح. تكور الزبد في فمها. تبزق على وجهي وتصفعني في آن.  تصيح بملء الحقد في عينيها :

” لماذا انتم هنا في بلدنا يا أولاد الكلب؟ لماذا تتركون أوطانكم و تأتون إلينا؟ “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى