علوم الطب والجراحة عند الفراعنة المصريين القدماء
فريدة شعراوي | باحثة في التاريخ وعلم المصريات
إن المصريين القدماء كانوا أول جراحين فى التاريخ الإنسانى، فزيارة واحدة إلى معبد «كوم إمبو» بالأقصر ستجعلك تتأكد من ذلك.. فقد أظهرت النقوش الهيروغليفية بعض أدوات الجراحة التى إستخدمها المصريين القدماء فى عملياتهم الجراحية، فقد كانت لديهم وفرة من الآلات الجراحية، ما بين مجسات ومناشير وملاقط ومشارط ومقصات جراحية، وكشفت لوحة جدارية كاملة عن جراحة “الختان” تعود إلى الأسرة السادسة.
جراحة الختان ومالمسالك البولية
ومما يدل على تفوق القدماء المصريين جراحياً منذ القدم، أن وجد الباحثون مسماراً حديدياً طوله ٢٣ سم فى مفصل الركبة لمومياء مصرى تدل على إجراء جراحة مفصلية للمريض، وقد وثَّق الباحثون هذه الجراحة باستخدام عدسة تصويرية تم إدخالها من خلال ثقب فى عظام الركبة للمومياء، ما ترك ذهولاً لدى الباحثين بسبب إجراء جراحة متقدمة كهذه منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام مضت، وتم التأكد على أنها لمصرى عاش خلال الفترة من 1600 حتى 1100 سنة قبل الميلاد.
جراحة الفم والأسنان والمخ
المصريون القدماء طوروا أشكالاً من العمليات الجراحية وأقدمها، من أهم تلك الأشكال ما يُعرف بـ”النقب”، وهو فتح ثقب صغير فى الجمجمة بهدف علاج المخ من بعض الأمراض، ما يؤكد أن الحضارة المصرية القديمة من أكثر الحضارات تطويراً للتقنيات الجراحية .
حيث وجدت رفات تعود إلى ٢٦٥٠ عاماً قبل الميلاد تحتوى على ثقبين فى الفك السفلى بالقرب من جذر الضرس الأول لعلاج نزيف ناتج عن جراحة الأسنان.
نجد أن هناك حلقة مفقودة بين ما توصل إليه أجدادنا و حالة التدهور الطيى الذى وصلت اليه مصر ، فى حين أن الدول المتقدمة طبيا تقدمت لأنها أكملت ما بدأه أجدادنا، حتى “إبقراط” اللملقب بأبو الطب أخذ علومه من تاريخ مصر القديمة !!