ذكريات مؤجلة

محمد حسين | كاتب فلسطيني – دمشق

اعذرني أيها المتناثر على أزرار قميصي الظمآن لم تستطع كريات دمي البيضاء التي خبأتها في طاحونة مسدسي أن تضغط على الزناد عندما أكلتني أبيات القصائد الفاسدة.
اعذرني لأنني لم أتحول من حفنة ضباب إلى آلهة أو أسطورة تقطع لسان الريح عند خروجه من مربع الغبار.
اعذرني لقد أمسكت بهياكل لحم منتهية الصلاحية ، فأنا لم أتقن الرقص فوق شواهد الزمن المكشوف والمستور لكنني احترفت المشي على طريق الورود المغلفة بالأشواك.
أتذكر عندما جلسنا فوق جماجم التعب ذات مساء لم يكن في جعبتي رشفة ماء فشربت من عرقي المتساقط على أبواب الغروب،
لم يكن في يديك سوى منجل العواصف الحارة حصدت به يباب روحي لتسقيه من نهر المستحيل ومضيت تغني للشمس.
أتذكر فيمَ اختلفنا يومها ؟ عن قلب يشرب ملح البحر ليزهر ياسميناً !
لا..لم أعد أذكر شيئاً سوى أننا كنا نرصف طريق الجنة بحجارة السجيل.
أتذكر عندما جرني الطربوش الأصفر إلى حديقة كتبه القديمة البالية ؟ لم أستطع إطلاق زخات من روحي عليه لأنها هوت في حفرة العجز، فبت أنشد لحن الموت بقطارٍ فقد أعصابه عندما غادره ركابه،
لكنك أوقفت جنوني هذا عندما ركلت طربوشاً عند التقاء النهرين في مصب الفجيعة.
لقد رجفت اوصالي من الكتب الملونة والملوثة بالطرابيش لكن بعد دخولي شرايين الليل أقول: يا ليتني ضغطت على الزناد في لحظة جنونيه ودخلت عناوين الجرائد ليقرأها جميع الخائفين..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى