الثُقبُ الأسوَدُ
ثناء حاج صالح| ألمانيا
.
أسكنتُـكَ النَّفَسَ العَميقَ مُصادَفَةْ
لا تَحسَبَنَّ الوردَ يَعشَقُ قـاطِفَهْ
.
لا تَحسَبَنَّ الحُزْنَ يُقْسَمُ بَـيْنَـنا
مِثْلَ الرَّغِيفِ لِجائِعَينِ مُناصَفَةْ
.
لِيْ حِصَّةُ الحُزْنِ الطَّرِيِّ وَمِنْ يَدِيْ
أُعطيكَ مِنْ بَعضِ الفُتاتِ النَّاشِفَـةْ
.
وَبِغَيـْرِ قَصْدٍ جَنَّـبَـتْـكَ قَصَائِدِي
خَطَرَ التَّعَرُّضِ للطُّيُورِ الخَاطِفَةْ
.
فَالشِّعرُ لا يُذْكِيكَ إنْ لَمْ تَحتَرِفْ
شَنَّ المَعارِكِ في أُتُونِ العَاطِفَةْ
.
عُشْبُ السُّهُولِ هَـزيلَةٌ عِيْـدانُهُ
لكن تَـلِينُ مَعَ اشْتِـدادِ العَاصِفَةْ
.
لا يُكسِبُ الوَحشَ البريءَ رُهابَهُ
إلاَّ التَّخَوُّفُ في العُيونِ الخائِفَـةْ
.
وَلَأنْتَ في الأفـكارِ ثُقْـبٌ أسْوَدٌ
وتَصيرُ شَمسَاً من ذُهولِ الوَاصِفَةْ
.