في ميلادي الأخير ربما

حيدر الحجاج | العراق

هكذا تمضي
وكأنها رمق لم يرتد
نتهاوى فيها
كحبات رمل تتناثر
على طريق سريع
هكذا نمضي
في أي خارطة
سنضع اصابعنا
لنشير معا
لهذا الظلام
الذي يتسع
كمنطاد مخيف
يحلق بأحلامنا
عند أسراب الضباب
التي تهيل علينا
كل حين فقد آخر
كلهم رحلوا….
بعيدا إلى مثوى الطين
رحلوا
وتركوا مقتنياتهم تتحدث
عن أمكنة تعلقت فيها
ضحكاتهم العالية
وتلك قرابينهم
التي اوردوها
لاعيادهم المؤجلة
التي
لا زلت تتنظر
قدومهم ولو كذبا
هكذا تمضي
أيامنا التي شابها
رصاص كثيف
مذ صرختي الأولى
وهاهو ميلادي اليوم
ترممه ساعات كثيفة
من بقايا الثكنات
واصحابي الذين
تماثلوا إلى قربان الفجيعة
فمثلاً
“عبد الخالق كيطان”
ترك حقيبته
خلف نصب الحرية
ومضى دون أن أشير
له بمنديلي الأبيض
و”علي انور”
نسي معطفه
معلقا على باص
أقله إلى مدن الضباب
وتركني أدون ذكرياته
بمحبرة سوداء
و”عبد الله قاسم”
أهدر نسائه
لساحة الطيران
ومضى لعزلته
في حديقة مائلة
ينظر من شباكه
على غزالة يداعبها
من خلف الزجاج
وهكذا
تمضي تلك الرصاصات
التي توجها غيابهم
إلى مقبرة
الخاسر الأكبر فيها
حجاج صغير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى