انكسار المرايا.. قصة قصيرة

محمد حسين | كاتب فلسطيني – دمشق

العرق الذي اجتاح جسدها جففه غبار الطلع عند الظهيرة. الخيوط التي أمسكت بتفاصيل روحها بترها عطر البنفسج، كانت تبحث في الاتجاهات الأربعة عن صدى صوتا قطعه قارئ كتاب لم يقرأ منه سوى خراريف الأزمنة لكنه أستطاع أن يعيد نصف جسدها إلى بيت العنكبوت المغلف بالحديد الصدأ، لم يدرك قارئ الخراريف أن كلماتك وأفعاله أصبحت تساوي صفراً لديها عندما اغتسل جسدها بماء الحلم،
كانت الظهيرة تحمل أطنانا من الألم على كتفيها تحيلها إلى بحر العرق ثانية لكن روحها لم تسقط، مدت يدها إلى الريح أمسكت به وصعدا خلف الغروب عبثا بلونه حتى غرق في بحرهما. استفاقت من شرودها المفاجئ تناولت جريدتها اليوميه نظرت نحو اسفل الجريدة قرات خبراً ” مبارك بالرفاه والبنين ” دفعت بالجريدة جانبا وقع نظرها على تاريخ الصدور منذ ٣ سنوات ضحكت حتى خيل لها أنها مصابة بمرض النسيان، تناولت جريدة أخرى نظرت إلى تاريخ الصدور ” الحمد لله أنه جديد ” قلبت صفحاتها صمتت عند خبر ” مبارك بالرفاه والبنين ” تذكرت صديقتها صمود التي بدلت أسمها بعد أن انتزعت أظافرها وهوت في أتون الرماد بعدما جرها أدعياء التراث والموروث لتسجد للنهر الملوث، امعنت النظر بالصورة ااه أنها نفس الفتاة لكن اسم الشاب مختلف ،انتابها دوار كاد ان يشق رأسها ، تزاحمت الأسئلة في روحها، لماذا لم تشقي معطف الضباب ؟ لماذا لم تغادري صوتك عند انكسار الأمنيات في كأس النهار البليد؟
الباب يدق بائع الجرائد تفضلي هذه جريدكِ، لا أريدها الغي اشتراكِ بها لم أعد أحتمل ترهات الواقع المستبد.
سأمضي إلى حلمي البعيد وأعلن انتصاري على فوضى الحواس…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى