“ميزو”مشاكل !!

صبري الموجي/ رئيس التحرير التنفيذي لجريدة (عالم الثقافة)

لما رفض بعضُ المرتدين عن دين الله دفعَ الزكاة فى زمن أبى بكر، وقف خليفةُ رسول الله، الذى كثيرا ما أشاد النبىُ بحلمه، يُعلنها مدويةً فى الآفاق: (والله لو منعونى عِقال بعيرٍ كانوا يؤدونه رسول الله لقاتلتُهم عليه).

مقولةٌ صارمة تقطُر كلماتُها دما، تُدلل على أنه ليس فى الإسلام قشورٌ ولُباب، بل هو كلٌ متكامل، يُؤخذ جُملة لا تفصيلا، فرغم أن الفعل هينٌ، وهو الامتناع عن دفع الزكاة، وهو ذنبٌ لايستوجب القتل، كما ظن الكثيرون آنذاك، إلا أن العقاب من أبى بكر أتى شديدا بدافع الزجر؛ وصونا لحمى الإسلام.

أما فى زماننا فإن الأحوال تبدلت، وصار الشجبُ والاستنكارُ هو أعظم أسلحتنا حتى مع الضلالات التى تُخرج صاحبَها عن حظيرة الإسلام، وتجعلُه مارقا من الدين مروق السهم من الرمية.

بالأمس القريب، وقف أحدُ الحالمين بالشهرة ويدعى محمد عبد الله نصر الشهير ب(ميزو)، يُناطح ثوابت فى الدين راسخة، وهاماتٍ فى سمائنا شامخة، فزعم هذا (الخرّاص) أن صحيح البخارى، وهو أصح كتاب بعد القرآن، مسخرةٌ للإسلام والمسلمين، وأنكر عذابَ القبر، وأكد أنه ليس فى الإسلام رجم، وأن العلاقة بين شابين غير متزوجين ليست زنا بل هى بغاء، واتهم خالد بن الوليد (سيفَ الله المسلول) بأنه سفاكٌ للدماء، حيث قتل مالك بن نويرة وقطع رأسه وطبخه وأكله هو والصحابة، ثم زنا بزوجة مالك، وتطاول على النبى فاتهمه بأنه مسحور، وتجرأ على الذات الإلهية، نابحا بأن الله وُجد لخدمة الإنسان، وغيرها من القاذورات التى تؤكد فكره الرافضى.

لم يسكُت رجالاتُ الأزهر عن ضلالات هذا الشيخ المُعمم زورا، فرموه بالجهل، وتنكروا من انتسابه للأزهر، وطالب وزير الأوقاف بالقبض عيله، ومحاسبته، كما تصدى له كثيرٌ من المخلصين، الذابين عن حياض الدين، ولكنى أرى أن هذا ليس حلا للمشكلة، فالقضية ليست فى ميزو وأمثاله، بل فيمن يُمكنهم من الظهور على الفضائيات، لذا فلابد من تقنين البث عبر الفضائيات، بألا يُسمح بظهور هؤلاء الأقزام عليها بدعوى الحرية، فليست الحرية مُبررا للتطاول على الدين، وليس سبقا إعلاميا أن يُنشر فكر هؤلاء الجرذان.

وإذا كان دينُنا الحنيف، نهى المرء عن الجدال حتى ولو كان مُحقا، فإن ظهور علمائنا على الفضائيات لجدال أصحاب هذا الفكر المنحرف شرفٌ لا يستحقونه وترويجٌ لفكرهم دون أن نقصد.

إن أمثال (الميزو)، ومن شاكله من المتجرئين على الدين، مأجورون لإثارة البلبلة وتشويش الفكر فلابد أن ننتبه ونجابه ذلك بأمور منها محاسبة هؤلاء قضائيا، وحظر استضافة ذوى الفكر المنحرف عبر الفضائيات، وغلق القنوات التى لاتمتثل لذلك، كما لابد سن قانون مُغلظ لمعاقبة من يزدرون الأديان؛ حتى نحمى مصر مهد الوسطية والاعتدال من ضلالات المُعممين زورا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى