هذي حياتي كان الله في عَونـي
حسني نجار | شاعر سوري – سلطنة عُمان
صمتٌ رهيبٌ يَلُفُّ الكونَ يَخنُقُني لا صوتَ يَقرَعُ سَمعي أو يُناغيهِ
أُقرِّبُ الأذنَ علّي الصوتَ أَسمَعُهُ و أَرْقُبُ الفاهَ علّي الهمسَ أُدنيهِ
أُكابدُ الحرفَ كي تحظى به شفتي و أشتهي القولَ، أين القولَ أُلفيهِ؟
أرنو بعينيَ للأمطـارِ صامتـةً و ألمحُ البرقَ، أين الرّعدَ يُخفيهِ؟
هل للشروقِ غنـاءٌ عند طَلْعَتِـهِ؟ وهـل تقـولُ طيـورٌ ما تعانيـهِ؟
وكيف يُسمَعُ صوتُ الهمسِ في أذُنٍ؟ بل كيف يَحكي خريرُ الماءِ ما فيهِ؟
ماذا تُفيـدُ عيـونٌ تنظــرُ الوَتَـرا؟ يَهتـزُّ مِنْ طرَبٍ والصمتُ يُضنيــهِ
كـلُّ اللغـاتِ على الأفـواهِ تَرْتَسِمُ إلّا كلاميَ فـي الكفينِ أُجريـهِ
أُداعبُ الطفلَ في حِضني بلا كَلِـمٍ يقـولُ: بـابـا، فلا سَمْعٌ يُوافيهِ
فأطبـعُ القُبلـةَ الحَـرّى بوجنَتِـهِ لو يطلُبُ الروح مني كنتُ أُعطيـهِ
هـذي حياتي كان الله في عَونـي صُـمٌّ و بُكْـمٌ فكيف العُمـرَ أَقضيهِ؟