أنسى الحاج في ذكرى رحيله السابعة
سمير حماد | سوريا
فقدت قصيدة النثر في مثل هذا اليوم منذ سبع سنوات رائدها الذي عشق الحياة وجعل نصه الشعري رسالة لها وعنواناً… عشقه للحياة كان دائماً مصحوباً بالزهد لغته ترفرف مثل طير، لغة مقطّرة بضوء النهار , ممزوجة بشمسه، تبث الحياة في الجماد وفي الصحراء واليباس، شاعر مسكون بالضجر والخوف، ثائر على التقليد في اللغة والشعر, ومحطم لأوثانهما، باحث أبدا, عن الأرض البكر فيهما، يبحث عن الأعماق ويغوص باحثا عن لآلئ اللغة والصور، ليس ابناً لأحد في الإبداع ولم يقبل أن يرمي بظلال أبوته على أحد، لاعب لغوي ماهر، وطِئ الملاعب البكر في اللغة بلا خوف أو وجل، لغته ولُود مفتوحة على الماضي والمستقبل.
بدأ من حافة الهاوية في اللغة والشعر، وصولا إلى الأعماق، مقتنعا أبدا, أن ما لن يشيخ أبداً هو ماضي الأيام الآتية.
رحل أنسي الحاج عن عمر 77 عاما، رحل أهم رواد الحداثة الشعرية وقصيدة النثر تحديدا، تاركا ستة دواوين شعرية هامة ومُؤسِّسة…
الرحمة عليك أنسي الحاج ستبقى ما ضيا محترما لأيامنا الآتية