سلامًا لأرض ِ الجُدود
الدكتور حاتم جوعيه – المغار – الجليل – فلسطين
أحِبُكِ حُبَّ الترابِ المَطرْ
وَحُبَّ الطيورِ غصونَ الشَّجَرْ
///
أحِبُكِ في سَكرةِ الجُرح ِ لحنا
طروبًا خلوبًا يُنيرُ الفكرْ
///
يُجَسِّدُ حُزني عذابَ الشُّعُوبِ
وتخطُو ظلالي بأبهَى صُوَرْ
///
سَأحملُ عِبءَ الكفاحِ وَأمضي
على صهوةٍ المَجدِ يحلو السَّفرْ
///
وَأبني خرائبَ صرح ٍ تداعَى
أعيدُ خرائِط َ جيل ٍ أغَرْ
///
وأعزفُ ألحانَ قلبي الكئيبِ
على مسمع ِ الطير حتى السَّحَرْ
///
لأجلِ هواكِ أخوضُ الصِّعابَ
وأطوي الشِّعَابَ وَما من ضجَرْ
///
سَأذكي سماءَ البلادِ كفاحًا
فإمَّا الرُّكوعُ وَإمَّا (الحَجَرْ)
///
فإمَّا نكونُ وَأن لا نكونَ
فإمَّا المَمَاتُ وإمَّا الظفرْ
///
سلامًا إليكِ سلامَ الكفاحْ
مَعًا سَنضَمِّدُ كلَّ الجراحْ
///
معًا سَنخُوضُ خضمَّ الخطوبِ
سَويًا سنركبُ مَتنَ الرِّياحْ
///
رفاقا على الدَّربِ للفجرِ نمضي
ندُقُّ ونقرَعُ بابَ الصَّباحْ
///
سَلامًا إليكِ سلامَ الصُّمُودْ
بنارِ الكفاحِ نعَلِّي البُنودْ
///
سَلامًا لأحلى ترابٍ طهُورٍ
سلامًا .. سلامًا لأرض الجدُودْ
///
فطوبى لشمسٍ تضيءُ دياجيرَ
سجني وتجتاحُ كلَّ السُّدودْ
///
أغنِّي لشعبٍ بهيِّ الأماني
لحُبٍّ تبرعمَ رغمَ القيُودْ
///
سَأحملُ حُبَّكِ في ليلِ حزني
وَأطوي الوهادَ أغنِّي الفِدَا
///
أقبِّلُ طيفكِ في كلِّ دربٍ
وَأحضنُ رمشَكِ طولَ المَدَى
///
لاجلِ هواكِ يطيبُ المَمَاتُ
وَأرضي لذيذ ٌ عليهَا الرَّدَى
///
أعَانقُ فيكِ جمالَ الوُجودِ
وَسحرَ النجوم ِ وَضوءَ القمَرْ
///
سَيبقى هَواكِ اللَّجوجُ الطَّمُوحُ
مَدَارَ السِّنينِ خيوط َ القدَرْ
///
رأيتُكِ شمسًا تضيىءُ الدُّروبَ
دروبَ حياتي وَتُجلي الحُفرْ
///
رأيتُكِ حُلمًا جميلا تهادَى
يُعانقُ حُلمي الجميلَ النَّصرْ
///
سَأبقى أحبُّكِ حتى الفناءَ
وَيفنى الوُجودُ ويفنى البَشَرْ
///
سَمعتُ غناءَكِ قبلَ الرَّحيلِ
وكانَ الوَداعُ وكانَ السَّفرْ
///
فصوتُكِ لحنُ الخُلودِ لروحي
عَزاءٌ لِمَنْ بالهُموم ِ استعَرْ
///
شراعي يميدُ مع الرِّيح ِ تيهًا
يسيرُ حثيثا إلى شاطئيكِ
///
خُذيني.. خُذيني كطفلٍ وديع ٍ
أنامُ وأغفو على ساعديكِ
///
فأنتِ صباحي، وَعِطرُ الأقاح ِ
شَذاهُ تضوَّعَ مِن وجنتيكِ
///
سَكبتُ أريجي على راحتيكِ
وَضَمَّختُ كأسي بضوءِ القمَرْ
///
يُصَفِّقُ طيري لِطيفِ النَّسيم ِ
وتهوَى جناني عذارَى أخَر
///
أغنِّي فتصبُو وهادٌ فساحٌ
وَيصحُو الجَمادُ وَيُصغِي الحَجَرْ
///
وتعلو بنودٌ، تُدَوِّي رعُودٌ
ويبكي شتاءٌ وَيهمي مَطرْ
///
وَعُمرٌ جميلٌ كغضِّ الوُرودِ
يموجُ بسحرِ الحياةِ العَطِرْ
///
إذا متُّ حُبًّا لأجلِ بلادي
وَرُوحي توارَتْ وراءَ السَّديمْ
///
فزوري ضريحي فتاة َ الأماني
وَنوحي مع الطير ثمَّ النُّجومْ
///
ستبقى عذارى “الجليل ِ” تُغنِّي
وَتُسبلُ دمعًا كدمع الغيومْ
///
فواحَسرَة ً للشَّبابِ الجَميل ِ
يغيبُ ضياؤُهُ تحتَ الأديمْ
///
سأخلعُ صمتي وأجلو الضَّبابَ
وأنضُو التُّرابَ أشُقُّ الكفنْ
///
سآتيكِ نسرًا جَمُوحًا تلظَّى
بنار ِ الكفاحِ وَنارِ الشَّجَنْ
///
هَواكِ أعادَ إليَّ الحياة َ
وَعَمَّقَ في القلبِ حُبَّ الوطنْ